كيف يؤثر تصاعد التوترات في الشرق الأوسط على تسوية الأزمة الليبية؟

0
397
علم ليبيا

تتصاعد التوترات في منطقة الشرق الأوسط يوماً بعد يوم، وتشهد عدة دول صراعات وحروب، وسط مخاوف من اتساع رقعة الصراعات لتتحول إلى مواجهات إقليمية، وانعكاس ذلك على مسار تسوية الأزمة في ليبيا التي تحتاج لتوافق دولي لإنهاء المرحلة الانتقالية التي تمر بها.

والحرب في غزة بين قوات الاحتلال الإسرائيلي وحركة حماس اتسعت رقعتها بعد دخول حزب الله اللبناني في مواجهات مع قوات الاحتلال الإسرائيلي، ودخول الحوثيين في اليمن دائرة الصراعات، ومرشحة للاتساع بشكل كبير مع إيران بعد اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية في طهران.

وتوعدت إيران برد قاس على إسرائيل بعد اغتيال هنية على أراضيها، وقال المرشد الأعلى الإيراني، علي خامنئي، “لقد قتل النظام الإسرائيلي الإرهابي المجرم ضيفنا العزيز في منزلنا وجعلنا نحزن، لكنه مهد الطريق أيضاً لعقوبته القاسية”.

وعلى الجانب الآخر تصاعدت حدة الصراعات في السودان بين قوات الجيش بقيادة عبد الفتاح البرهان وقوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو، التي بدأت منذ أبريل 2023 وسقط خلالها عشرات الآلاف من القتلى وتسببت في نزوح الملايين من البلاد.

وأغلق الباب أمام أي محاولة للتفاوض ووقف الحرب في السودان عقب تعرض البرهان، لمحاولة اغتيال بعد ما هاجمت مسيرة حربية قاعدة عسكرية أثناء وجوده فيها، والذي خرج سريعاً ليعلن أن الجيش لن يتفاوض مع قوات الدعم السريع.

يأتي هذا في ظل التطورات السياسية التي شهدتها الساحة السياسية في ليبيا والتي كان آخرها إعلان مجلس النواب الليبي عن فتح باب الترشح لرئاسة الحكومة الجديدة، بعد التوافقات بين أعضاء مجلسي النواب والدولة خلال اجتماعهم مؤخراً في العاصمة المصرية القاهرة.

ويرى مراقبون أن مجلس النواب الليبي في حاجة إلى اعتراف دولي بخطواته لضمان عدم تكرار تجربة تشكيل الحكومة في جنوب وشرق ليبيا التي يرأسها الآن أسامة حماد، والتي لا تحظى بدعم واعتراف من المجتمع الدولي.

كما أن البعثة الأممية بعد ما رحبت بمخرجات اجتماع أعضاء مجلسي النواب والدولة في القاهرة ودعت إلى توافق أوسع مع الأطراف الأخرى، تجاهلت إعلان فتح باب الترشح لرئاسة الحكومة من قبل مجلس النواب وهو ما يشير إلى أنها لن تدعم تلك الخطوات.

ويرى المراقبون أن التوترات في الشرق الأوسط سوف تتصاعد بشكل كبير إذا دخلت إيران في مواجهات مباشرة مع إسرائيل لاسيما بعد تصريح وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن، أن الولايات المتحدة ستدافع عن إسرائيل إذا تعرضت لهجوم.

ويؤكد المراقبون أنه في حال تصاعد التوترات إلى هذا الحد سينخفض الاهتمام الدولي بالأحداث في ليبيا بل ومن الممكن أن تنتقل إليها الشرارة وتعود الصراعات المسلحة إلى البلاد من جديد.