لقاءات واسعة للمبعوث الأمريكي في ليبيا.. ما هي أهدافها في هذا التوقيت؟

0
573

شهدت الأيام القليلة الماضية، تحركات مكوكية، للمبعوث الأمريكي إلى ليبيا، السفير ريتشارد نورلاند، أعلن بها عن انخراط الولايات المتحدة الأمريكية بقوة في الملف الليبي، بعد سنوات من التدخل عن طريق وسطاء، دون المحاولة لتقديم حلول بتدخل مباشر من أجل حل الأزمة.

ويبدو أن الأزمة الفلسطينية والحرب الدائرة في قطاع غزة، وما حدث من تبعات لتلك الحرب، جعل الولايات المتحدة الأمريكية، تغير دفتها وتتجه بأنظارها مرة أخرى نحو الشرق الأوسط، وكانت ليبيا هي أول الساحات التي تحاول العودة إليها بفاعلية، لتكون طرفا أساسيا في المعادلة.

كما أن النفوذ الروسي المتصاعد في مختلف بلدان القارة الإفريقية، في ظل موجة التغيرات التي تشهدها البلدان، وعلاقتها الوطيدة بمصر، وتقربها من دول عربية كان حليفة للولايات المتحدة، دفع الأمريكان إلى إعادة النظر في توجهاتها بالشرق الأوسط إفريقيا

وفي الوقت الذي تتصاعد في الأصوات وتطالب بتشكيل حكومة جديدة موحدة في ليبيا، بدل من وجود حكومتين شرق وغرب البلاد، أجرى المبعوث الأمريكي عدة لقاءات مع أطراف فاعلة بالأزمة الليبية، حيث استمع لرؤيتهم للأزمة، وطرح عليهم الحلول الأمريكية لوضع حد للأزمة.

وبحث نورلاند مع أطراف الأزمة الليبية، والجهات الفاعلة في البلاد، مستجدات عقد الانتخابات الرئاسية والنيابية، وفور إنهاء محادثاته التي عقدت بحضور القائم بأعمال السفارة الأميركية في ليبيا جيريمي برنت، مع نائبي المجلس الرئاسي موسى الكوني وعبد الله اللافي عبّر عن ترحيبه بأي مبادرة، على أن تمكن من إجراء الانتخابات، وتنهي الانقسام السياسي وتحقق الاستقرار في البلاد.

بينما أعلن النائبان بالمجلس الرئاسي، عقب لقائهما بالمبعوث الأميركي ترحيبهما بأي مبادرة سياسية جامعة في إطار البعثة الأممية، وهو الأمر الذي زاد من طرح الأسئلة حول حقيقة هذه المبادرة، التي طرحها نورلاند.

وأكد نورلاند على استمرار دعم بلاده لجهود المجلس الرئاسي التي تهدف لتحقيق الاستقرار، للوصول لإجراء الاستحقاق الانتخابي، ولجهود عقد المؤتمر الجامع، المقرر في سرت نهاية أبريل المقبل، وهي ضمانات لتحقيق السلام والاستقرار الدائمين في ليبيا.

ويبدو أن هناك دعم أمريكي لمبادرة المبعوث الأممي إلى ليبيا، لجمع القادة السياسيين الفاعلين على طاولة حوار، حيث يرى البعض أن هناك اتجاه لإزاحة حكومة الوحدة الوطنية المنتهية ولايتها بطرابلس، برئاسة عبد الحميد دبيبة، إذا لزم الأمر للإشراف على إجراء الانتخابات.

كما التقى المبعوث الأمريكي، برئيس مجلس الدولة الاستشاري في ليبيا، محمد تكالة، الأربعاء الماضي، برفقة برنت، حيث جرى خلال اللقاء بحث جوانب الأزمة السياسية الليبية، ومبادرة المبعوث الأممي، والجهود الرامية لدعم المسار الديمقراطي والاستقرار، وإنجاح العملية الانتخابية.

وعلق نورلاند على اللقاء عبر حساب سفارته على منصة “x”: “كان لي أنا والقائم بالأعمال برنت نقاش مثمر مع رئيس المجلس الأعلى للدولة تكالة، والمجلس له دور حيوي يلعبه في العملية السياسية التي تيسرها الأمم المتحدة. وقد حان الوقت لكي يجد الفاعلون الليبيون طرقا مبتكرة لتجاوز الانسداد من أجل تمهيد الطريق نحو ليبيا أكثر استقراراً وازدهارا”.

كما اجتمع نورلاند مع وزير الداخلية المكلف بحكومة الوحدة، عماد الطرابلسي، في مكتبه بطرابلس الخميس؛ لمناقشة مواضيع عدة تتعلق بالوضع السياسي والأمني في ليبيا.

وعقب اللقاء، أكد الطرابلسي، استعداد وزارته التام لتأمين وحماية الانتخابات الليبية، ما أكد على ضرورة انتخاب حكومة موحدة تتسلم زمام الأمور في البلاد، وتنهي الانقسامات الحالية والمراحل الانتقالية.

كما شدد على تشكيل قوة أمنية مشتركة لتأمين الحدود الجنوبية، بالتعاون والتنسيق مع القيادة العامة بالجنوب، وقال: “نحن مستعدون لتشكيل هذه القوة، وتكليف أي شخص لأمرتها يتم الاتفاق عليه”.

وناقش نورلاند أيضا، الدور المهم لمنظمات المجتمع المدني العاملة في ليبيا، وضرورة حماية الأصوات الليبية المستقلة من خطاب الكراهية.

وفي ظل تلك التحركات المكوكية الكبيرة من قبل الولايات المتحدة الأمريكية، هل تؤثر على سير الأوضاع السياسية في ليبيا؟ وإلى ماذا تسعى بالتحديد من تلك اللقاءات؟