شهدت المصارف الليبية في الأيام الأخيرة، أزمة نقص السيولة ما تسبب في ازدحام المواطنين أمام المصارف في طوابير طويلة عاجزين عن صرف أموالهم ورواتبهم قبل أيام من شهر رمضان.
وتداول رواد مواقع التواصل الاجتماعي في ليبيا مقاطع فيديو وصور لازدحام المواطنين أمام المصارف في مدينة ترهونة ومدينة البيضاء وبنغازي وطرابلس وغيرهما من المدن.
وتعد أزمة نقص السيولة والزحام والطوابير أمام شبابيك المصارف مشكلة اعتاد الليبيون عليها منذ عدة سنوات وسط عجز المصرف المركزي عن توفير السيولة للمواطنين لاسيما في الأيام التي تسبق المواسم والأعياد.
ولا يكاد أن تمر أي مناسبة في ليبيا يحتاج فيها المواطنين للأموال مثل الأعياد أو بداية العام الدراس، إلا ويتم تأخير صرف الرواتب، وتنقص السيولة مما يجعل المواطنين يصطفون في طوابير أمام المصارف من أجل سحب مرتباتهم لشراء احتياجاتهم.
ويتزامن نقص السيولة في المصارف هذه الأيام مع ارتفاع سعر الدولار الأمريكي في السوق الموازية والذي وصل إلى نحو 7.5 دينار للدولار الواحد مما أثر على أسعار السلع في الأسواق.
وتستورد ليبيا نحو 80٪ من السلع الأساسية من الخارج والتي يتم استيرادها بالدولار مما يجعل أسعارها تتغير بشكل شبه يومي مع تغير سعر الدولار في السوق الموازية.
وكان الموظفون في القطاع العام حصلوا منذ أسبوع فقط على مرتبات شهري يناير وفبراير، وهو ما جعل الازدحام يزداد على المصارف في هذه الأيام.
ويرى مراقبون أن نقص السيولة الذي يحصل الآن هو بسبب الإجراءات المتقطعة والمتذبذبة والقرارات العشوائية لمصرف ليبيا المركزي، مما أدى إلى انقطاع الثقة بين المصرف والمواطنين والتجار، حيث يقوم المواطنين بسحب أي مبلغ أولاً بأول، في حين لا يقوم التاجر بوضع أمواله داخل المصارف.
كما يرى المراقبون أن السوق الموازية انتعش بشكل كبير خلال الفترة الأخيرة بسبب فارق سعر الدولار الكبير بين السوق الرسمية عند 4.8 دينار والسوق الموازية 7.5 دينار.
ولجأ العديد من المواطنين إلى شراء الدولار والاحتفاظ به بدلاً من الدينار من أجل الحفاظ على قيمة أموالهم في ظل الانخفاض المستمر للدينار أمام العملات الأجنبية.