استقبل الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، اليوم الخميس، وزير الخارجية اليوناني نيكوس دندياس، بحضور وزير الخارجية المصري سامح شكري، ورئيس المخابرات العامة اللواء عباس كامل.
وأكد السيسي، خلال اللقاء، على أن الجهود المصرية في الملف الليبي، تهدف إلى استعادة أركان الدولة وملء فراغ السلطة مؤسسياً بإرادة الشعب الليبي، والتي أدي غيابها إلى منح المساحة لتواجد قوى الإرهاب.
وأوضح المتحدث باسم الرئاسة المصرية السفير بسام راضي، أن اللقاء شهد توافق في الرؤى تجاه الملفات الإقليمية خاصة القضية الليبية، حيث جدد الوزير اليوناني دعم بلاده لمبادرة إعلان القاهرة التي تمثل رسالة سلام واستقرار ليس لليبيا فحسب بل للمنطقة بأسرها.
كما أكد اللقاء على العلاقات الثنائية الإستراتيجية المصرية اليونانية، وحرص مصر على تعزيز التعاون المشترك بين البلدين على مختلف الأصعدة وكذلك في إطار الآلية الثلاثية مع قبرص.
من جهته شدد الوزير اليوناني على اعتزاز بلاده بعلاقاتها الوثيقة مع مصر، والتي تمثل نموذجاً للتعاون البناء بين دول المتوسط، سواء علي المستوي الثنائي أو في إطار آلية التعاون الثلاثي بين مصر واليونان وقبرص، وكذلك منتدى غاز المتوسط.
وشملت فعاليات زيارة الوزير اليوناني إلى القاهرة، لقاء نظيره المصري سامح شكري، وتناولا سُبل دفع وتطوير علاقات التعاون التي تجمع بين البلدين الصديقين في المجالات المختلفة، والقضايا الإقليمية والدولية محل الاهتمام المشترك.
وتبادل الوزيران وجهات النظر حول مجمل الملفات وسُبل التعامل مع مستجدات الأوضاع في المنطقة، وفي مقدمتها الوضع في ليبيا.
وشدد شكري على أهمية العمل نحو دعم عناصر المبادرة السياسية التي تم إطلاقها مؤخراً من القاهرة، برعاية الرئيس عبد الفتاح السيسي، بُغية التوصل إلى حل سياسي شامل يحافظ على مؤسسات الدولة الليبية ويحافظ على مقدرات الشعب الليبي الشقيق ويؤسس لمرحلة جديدة للحفاظ على سيادة ووحدة الأراضي الليبية والأمن والاستقرار ويضمن القضاء على كافة مظاهر الإرهاب والتطرف ويحول دون التدخل الخارجي الساعي لتحقيق مصالح ذاتية.
وناقش الوزيران أيضاً التطورات بمنطقة شرق المتوسط وما تتسم به من اضطراب وعدم استقرار. وأكدا في هذا السياق على ضرورة التزام كافة الأطراف باحترام وتنفيذ قواعد القانون الدولي وأحكامه، مع التحذير من مغبة اتخاذ إجراءات استفزازية غير شرعية تزيد من درجة التوتر في المنطقة.
وأعرب الوزير اليوناني عن ترحيب اليونان بـ”إعلان القاهرة” حول ليبيا، والتي يأملون في نجاحها لتسوية الأزمة هناك، مؤكداً على رفض التدخلات الخارجية والتأثيرات السلبية ذات الصلة على الساحة الليبية وفي مجمل المنطقة.
واختتم المتحدث باسم وزارة الخارجية تصريحاته بالإشارة إلى أنه قد عُقد، على هامش المباحثات بين الوزيرين اليوم، الجولة الثانية عشرة من المفاوضات الفنية بين البلدين حول مسألة تعيين الحدود البحرية بين مصر واليونان، حيث تم مواصلة العمل بين الجانبين من أجل التوصل إلى اتفاق في هذا الشأن بما يحقق مصالح البلدين الصديقين.