جملة من الأزمات تحاصر الشعب الليبي، ويبدو أن الأمر أصبح اعتياديا، أن يستيقظ المواطن من نومه ليواجه يخلو من الأمن والخدمات، وكأن البلاد في حالة حرب، انعدمت منها أدنى مقومات الحياة، وبات الحصول على خدمات كاملة آدمية دربا من الخيال وأمنية بعيدة المنال.
واستكمالا لسلسلة الأزمات التي لا تنتهي في ليبيا، برزت أزمة وقود خانقة ضربت مدن الجنوب، ففي بلد أنعم الله عليها بالنفط، لا يمكنك أن تحصل على جالون من البنزين ببعض المناطق، لتُشغل محرك سيارتك وتتحرك متوجها لعملك أو الذهاب لمكان ما.
ليبيا التي يوجد بها أكبر احتياطي من النفط في أفريقيا والتاسع على مستوى العالم بـ 48 مليار برميل، وتنتج يومياً حوالي مليون و200 ألف برميل من النفط، تصطف طوابير طويلة من السيارات يومياً بجنوبها، أمام محطات الوقود بهدف الحصول على بضع لترات من البنزين
وتعليقا على الأزمة، قال عميد بلدية سبها، بلحاج علي، إن مستودع سبها النفطي، هو المسؤول على تزويد المنطقة بالكامل ولا يغطيها، مشيرا إلى أنه ناشد شركة البريقة بتوفير ما يعادل 1.5 مليون لتر يوميا لتغطية العجز.
وأضاف بلحاج علي، أن سعر البنزين يصل في مناطق الجنوب كالقطرون ووادي عتبة وغات إلى 8.5 دينار ليبي للتر الواحد في السوق السوداء.
وأوضح أن وزير الحكم المحلي بحكومة الوحدة الوطنية المنتهية ولايتها، بدر الدين التومي، خلال اجتماعه الأخير معه، قدم وعودا بزيادة الكمية للمنطقة الجنوبية بالتواصل مع شركة البريقة لسد احتياجات المنطقة الجنوبية من الوقود ومشتقاته.
وأشار إلى أن الجنوب يعاني مشكلة كثرة الطلب على الغاز خاصة في فترة الشتاء، بالتزامن مع ارتفاع أسعاره في السوق السوداء والتي تصل إلى أكثر من 100 دينار للأسطوانة الواحدة.
أما عميد بلدية أوباري، أحمد ماتكو، قال في تصريحات قبل بضعة أيام، إن أزمة الوقود في أوباري خاصةً والمنطقة الجنوبية عامة تفاقمت بشكل غير مسبوق.
وأشار إلى أن الجهات الأمنية التي تقوم بتوزيع البنزين لم تشرك البلديات في آلية التوزيع، وهو ما ساهم باستمرار الخلل في وصول وتوزيع الكميات المخصّصة لها.
وطالب حكومة الوحدة بوضع حلول نهائية، قائلاً إن “الحكومة هي المسؤولة عن توفير الوقود ووضع حد لتهريبه ومعاقبة تجاره في السوق السوداء لأن البلديات ليس لها القدرة على مواجهتهم”.
وفي تصريحات سابقة له، وعلى عكس سير الأحداث في الجنوب، قال رئيس مجلس إدارة شركة البريقة لتسويق النفط، فؤاد بالرحيم، في تصريحات له نهاية ديسمبر الماضي، إن الوقود متوفر بمستودعات الشركة واستمرارها في تنفيذ جميع طلبيات شركات التوزيع بجميع المناطق على مدار 24 ساعة.
وقال بالرحيم في تصريح صحفية له: “نطمئن المواطنين بأن الوقود متوفر، وشركة البريقة مستمرة في تنفيذ كل الطلبيات المخصصة لجميع شركات التوزيع على مدار 24 ساعة في كل المناطق”.
وأكد بالرحيم أن شركة البريقة مستمرة بوتيرة عملها الاعتيادية، في تزويد شركات التوزيع بالمنتجات النفطية من وقود البنزين والديزل، مشيرا إلى أن لدى مستودعات الشركة سعات تخزينية مطمئنة من الوقود.
