هل تشكل مقابر الدفن الجماعي في درنة تهديداً صحياً على الليبيين؟

0
319

تواصل السلطات الليبية دفن العشرات من ضحايا السيول بالمنطقة الشرقية في مقابر جماعية، عبر دفعات متكررة، في ظل تواصل عمليات البحث والإنقاذ، الأمى الذي أحدث حالة من الجدل بين المؤسسات الصحية الدولية خوفاً من تفشي الأوبئة. 

دعت منظمة الصحة العالمية ومنظمات إغاثة السلطات في ليبيا إلى التوقف عن دفن ضحايا الفيضانات في مقابر جماعية، مبينة أن جثث الضحايا لا تشكل أي تهديد صحي تقريباً. 

وقال المسؤول الطبي عن السلامة البيولوجية والأمن البيولوجي في برنامج الطوارئ الصحية التابع لمنظمة الصحة، كازونوبو كوجيما: “نحث السلطات في المناطق المنكوبة بالمأساة على عدم التسرع في عمليات الدفن الجماعي أو حرق الجثث بشكل جماعي”. 

ودعا المسؤول الطبي في بيان مشترك مع اللجنة الدولية للصليب الأحمر، والاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر إلى تحسين إدارة عمليات الدفن، لتكون في مقابر فردية محددة وموثقة بشكل جيد. 

وقال: “عمليات الدفن المتسرعة يمكن أن تؤدي إلى مشكلات نفسية طويلة الأمد لذوي الضحايا، بالإضافة إلى مشكلات اجتماعية وقانونية”.

وأضاف البيان: “جثث ضحايا الكوارث الطبيعية لا تشكل على الإطلاق تقريبا أي تهديد صحي، والاستثناء هو وجود الجثث عند مصادر المياه العذبة أو بالقرب منها بسبب احتمال تسرب الفضلات منها”. 

وصرح مدير الطب الشرعي لمنطقة أفريقيا في اللجنة الدولية للصليب الأحمر، بلال سبلوح: “الجثث متناثرة في الشوارع، أو تعيدها الأمواج إلى الشاطئ، أو مدفونة تحت المباني المنهارة والأنقاض”. 

وأردف خلال مؤتمر صحفي في جنيف: “في غضون ساعتين فقط، أحصى أحد زملائي أكثر من 200 جثة على الشاطئ بالقرب من درنة”. 

وأضاف: “اللجنة الدولية للصليب الأحمر أرسلت شحنة جوية إلى بنغازي، الجمعة، تضم 5 آلاف كيس للجثث”، محذرا من أن الذخائر غير المنفجرة، المنتشرة في بعض أنحاء ليبيا، تشكل خطراً على المشاركين في انتشال جثث الضحايا.

وقال الأمين العام للمنظمة الإغاثية، مرعي الدرسي، لأسوشيتد برس، إن هناك أكثر من 10 آلاف مفقود في المدينة الساحلية حتى الآن. 

وأكد رئيس بلدية درنة، عبد المنعم الغيثي، أن الوفيات في المدينة قد تصل إلى ما بين 18 و20 ألفا، استنادا إلى حجم الأضرار. 

وأضاف في حديث لوكالة “رويترز”: “المدينة بحاجة إلى فرق متخصصة في انتشال الجثث”، معبراً عن مخاوفه من حدوث وباء بسبب كثرة الجثث تحت الأنقاض وفي المياه.

وأفادت المنظمة العالمية للأرصاد الجوية التابعة للأمم المتحدة، بأنه كان من الممكن تفادي سقوط معظم الضحايا جراء الفيضانات بشرق ليبيا. 

وأوضح الناطق باسم مركز الإسعاف والطوارئ في ليبيا، أسامة علي، أن الضحايا جرى دفنهم في 3 مقابر جماعية، مضيفا: لا يوجد وقت أو مكان لدفنهم في مقابر فردية. لقد انتشلنا 500 جثة في عملية واحدة.

ولفت علي، في تصريحات لجريدة فاينانشال تايمز البريطانية، إلى أن منطقة في درنة تبلغ مساحتها 100 كيلومتر مربع قد دمرت بالكامل.

وقال رئيس المنظمة العالمية للأرصاد الجوية، بيتيري تالاس، الخميس: “كان بمقدور سلطات إدارة الطوارئ تنفيذ عملية إجلاء للناس”. 

وأردف أنه كان بإمكاننا تجنب معظم الخسائر البشرية». وقد صدرت أوامر للعديد من سكان المدينة بالبقاء في منازلهم بدلاً من إجلائهم قبل قدوم دانيال، وفقا لبيانات مديرية أمن درنة.

ودعت المديرية، صباح الأحد، مع بدء العاصفة في ضرب درنة، إلى إخلاء المنازل القريبة من البحر، وفي أحد الأودية، بينما فرضت حظر التجول في أجزاء أخرى من المدينة. 

ونشرت صورا على فيسبوك لدوريات أمنية تنفذ التعليمات. ودعا رئيس مديرية الأمن في درنة، امبارك بوحرارة، في مقطع فيديو نشر مساء الأحد، السكان إلى البقاء في منازلهم.