قذفوا أمي وأرغموني على النوم واقفاً.. قصة ليبي خرج من سجن ميعتيقة

0
373
فتحي باشاغا وعبدالرؤوف كاره - سجن ميعيتقه
فتحي باشاغا وعبدالرؤوف كاره - سجن ميعيتقه

(خاص)
شهادة سجين قضى قرابة عامين ونصف في سجن “قاعدة معيتيقة العسكرية”، التابع لمليشيا الردع الخاصة، أحذ أذرع وزارة داخلية حكومة الوفاق المعترف بها دولياً.

هذه المجموعة المسلحة هي إحدى المجموعات التي تمتلك السلاح والقوة داخل العاصمة الليبية طرابلس، وتتمتع بالاعتراف من “وزارة الداخلية”.. وبحسب تقارير المنظمات الدولية، تدير قوة الردع الخاصة سجناً خاصاً بها تمارس فيه شتى أنواع العنف والتعذيب.

الردع تعرف بنفسها بأنها “قوة مكافحة الإرهاب” داخل المدينة، وعملت على توسيع عملها حتى خارج طرابلس ولكن تصادمت عدة مرات مع بعض المدن التي تأوي جماعات مسلحة تمتهن التهريب والخطف والإجرام.

جل أعضاء المجموعة إسلاميين يقولوا إنهم يتبعون “المنهج السلفي” وهم في الغالب من سكان منطقة “سوق الجمعة” المحيطة بالقاعدة.

ويترأس المجموعة القيادي الإسلامي عبدالروؤف كاره، باعتراف من وزارة الداخلية وهو لا يحمل أي رتب أمينة أوعسكرية أو حتى كفاءات أو شهادات تخوله لهذا المنصب.

وذُكرت أسماء أخرى من قيادات هذه المجموعة مثل: محمود حمزة في تقارير لبعثة لأمم المتحدة عن ما يمارسه من تعسف ضد السجناء.

وبعد محاولات حثيثة لإجراء المقابلة مع السجين في الثلاثينات من عمره، واختار لنفسه اسم  “عبد الرحمن”، من خلال صديق مشترك، وافق أخيراً للحديث بعد أن غلب على نفسه ليتذكر مرارة السنوات من التعذيب والقهر والاضطهاد في سجن مليشيا الردع.

عبد الرحمن، شاب عمل قبل أن يسجن في عدة وظائف خاصة ليوفر لنفسه وإخوته احتياجاتهم، ولم يكمل الدراسة بسبب وضع عائلته المادي الصعب، فتركها حتى يتفرغ للعمل والإنفاق على العائلة.

وأجرت “صحيفة الشاهد”، معه اللقاء بالقرب من البحر.. عبد الرحمن قال إن الشيء الوحيد الذي يشعره بالراحة والأمان بعد خروجه من السجن هو صوت البحر.

كان الموعد قبل صلاة المغرب ولكن تأخر قليلاً لأن الخوف كان يلاحقه، ويعتقد أن يكون اللقاء الصحفي هو ملعوب للإيقاع به مرة أخرى.. وبعد أن وصل، ضل يلتفت حوله ممسكاً بيديه الاثنين بشدة طالباً الأمان: “بالله عليك أريد الأمان”.

وبعد أن تحدث معه صحفي موقع “صحيفة الشاهد”، بهدوء وأثبت له صحة هويته، جلس عبد الرحمن على حافة كرسي كورنيش العاصمة طرابلس، وبادر هو بالسؤال: “الأمور تمام.. أعتذر فما حدث لي لم يكن سهلاً ولا أستطيع الوثوق في أحد”.

القصة تبدأ الآن 

بدأت الحديث معه عن أمور الحياة عامة وأحواله الشخصية حتى أعطيه فرصة ليرتاح ويتوقف عن القلق… ولكن كل ما مرت سيارة أمنية من خلفنا كان يقف عبد الرحمن ويقول: “بالتأكيد سيقبضوا علي”.

لم يك سهلاً أن يرتاح عبد الرحمن، الذي أصبح نحيفاً بعد أن كان بصحة جيدة قبل السجن. وما أن سألته.. لماذا سجنوك؟

حينها رد مسرعاً: “كل ما فعلته من جريمة هو بيع قطعة مخدر حشيش لشخص.. كنت محتاجاً لبعض المال بشكل سريع.. ولكن سوء حظي أن يومها ميليشيا الردع كانت تلاحق ذاك الشاب للقبض عليه”.

واستطرد: “كان ذلك في منتصف عام 2016، خرجت من البيت.. كان علي تسديد فاتورة تصليح هاتفي.. اضطررت لشراء قطعة حشيش وبيعها بسعر أعلى حتى أكسب لتسديد الفاتورة.. في حياتي لم أك تاجراً للمخدرات.. عملت كل المهن ولم أفكر يوماً في تلك المهنة رغم سرعة الكسب فيها “.

وفي منتصف حديثه رن هاتف عبدالرحمن وكانت والدته تريد الاطمئنان عليه. فقال: “بعد خروجي من السجن.. من تلك البقعة السوداء، أصبحت أمي قلقة علي حتى للخروج لشراء خبز”.

قبض علينا متلبسين ومعنا قطعة الحشيش وكان سعرها قرابة ستين دينار ليبي.. كنت أريد تسديد ما قيمته 45 دينار فقط. يتابع: “بعد أن وضعونا في سيارتهم مجموعة من الملثمين، خفت كثيرا ولكن قلت لنفسي: “هي قطعة حشيش صغيرة.. ربما سيكون احتجاز لمدة شهر على الأغلب وأخرج، ولم أتخيل أن أقض ثلاثة سنوات من العذاب النفسي والجسدي”.

كان عبد الرحمن يسرد قصته بسلاسة، ولم أجد نفسي أسال وقررت حينها أن أفعل ذلك للضرورة فقط لأستفيد من قوته التي جمعها للحديث.

انتهاكات داخل سجن ميعتيقه

أضاف: “بداية عذابي مع الردع كانت في سيارة المداهمة، وضعوا كيس على رأسي حتى لا أرى من هم، و كان الملثمون يشتمون والدتي ويضربوني بسلاحهم على رأسي، حاولت أن أدافع عن أمي، ولكن قرروا جميعاً وقتها أن يضربوني بلا رحمة حتى لم أجد قوة لأرفع رأسي وأتحدث”، متنهداً: ” سلمت أمري لله وطلبت من الله أن يكن معي لانه وحده يعلم ما بداخلي”.

“بعد أن توقف محرك السيارة، والتي تعمدوا أن يسرعوا في القيادة وتحريكها يميناً ويساراً حتى ارتطم بجانبي “الشيلة” -اسم محلي يطلق على الجزء الخلفي لمركبة القبض، وتوقف المحرك ولما فتحوا الباب سمعت صوتاً يقول: اخرجوا يا أبناء “شاتمين أمهاتنا”.

كان الاستقبال منذ خروجنا من تلك السيارة بالضرب بعصي بلاستيكية- تسمى في ليبيا “بي بي حار”، وضعونا مقابلين الجدران وفتشونا شخصياً. “لم يك لدي شي سوى 5 دنانير ومنديل”.. عبد الرحمن قال إن من فتشوه لم يصدقوا أنه لا يملك هاتف و أوضح لهم أن هاتفه في محل للتصليح.

ثم قال عبدالرحمن: “كنت على أمل أن يفقدوني وأهلي يحاولوا أن يجدوني، ولكن لم يحدث ذلك إلا بعد قرابة ثلاثة أشهر من اعتقاله”.. وبعد أن عرفوا مكانه، قال: كل ما حاول أهلك التوسط للإفراج عنك، كل ما زادت معاناتك في الداخل.

سألت عبدالرحمن عن شعوره في تلك الليلة بعد أن أغلقوا باب الزنزانة، قال: “لم أجرب شعور القبر يوماً ولكن أعتقد القبر مازال أرحم بكثير من أن تسجن بلا عدالة ولا رحمة في سجن الردع”.

واستمر عبد الرحمن في الحديث عن ذلك الشعور الذي استمر لقرابة ثلاثة سنوات دون أن يعرضوه على النيابة العامة للتحقيق معه. وهذا ما تستنكره بعثة الأمم المتحدة في ليبيا والتشديد على العدالة وإعطاء السجناء حقوقهم القانونية منذ أن سقط نظام الزعيم الراحل معمر القذافي، الذي أدى إلى انزلاق البلد في فوضى عارمة من غياب للأجهزة الأمنية، وغياب سلطة القضاء، وسيطرة المليشيات والجماعات الإسلامية على مؤسسات الدولة بحجة خروجهم وإسقاط النظام.

تابع عبد الرحمن: “كل ما أسمعه عن الردع قبل سجني أنهم سلفيون، ولكني رأيت كفاراً.. رددوا كثيراً في الإعلام أنهم أصحاب حق وعدالة وأسقطوا نظام القذافي ولا يريدون الرجوع لمثل حكمه، ولكن أرجعوا بدل سجن بوسليم مئات السجون السرية يهذب فيها الناس بطرق وحشية كل يوم بدون تحقيق من النيابة”.

“دخلت إلى الزنزانة وكانت ضيقة جداً، بها قرابة 25 سجيناً، كانت الرائحة لا تطاق ويصعب التنفس، ولكن لم يكن لدي أي مفر أخر، وصدمت عندما دخلت قالوا لي: نحن ننام ضمن مجموعات لان المكان لا يتسع للجميع”.

وبكى عبدالرحمن، قائلاً: “تمنيت الموت على أن أعيش تلك اللحظة، لم يك من السهل أبداً قبول تلك المعاناة وحاولت جاهداً أن أتفاءل بخروجي ولكن فقدت الأمل منذ الأيام الأولى”.

“كانت طريقة النوم أن تقف مجموعة وتفسح المجال لمجموعة أخرى تنام على الأرض، كان يغلبنا النعاس وأنام وأنا واقف وأسقط دون أن أشعر، لم يكن هناك أي فرشات أو أغطية، ملابسنا فقط هي التي كانت تحمينا من شدة البرد”.

حاولت التخفيف عنه حتى يهدأ وأشار: “لا شيء يمكن أن يُنسيني ما حدث، أعلم أن الجميع يحاول مواساتي ولكن أنا دخلت إنسان وخرجت من السجن إنسان أخر محطم مقهور مصدوم مضطهد ضعيف لا يجرؤ حتى على رفع صوته”.

وأكمل عبدالرحمن أنه الآن يخاف من الظلام؛ لأن طيلة فترة سجنه تعمدت حراسات مليشيا الردع أن تُطفئ الأنوار حتى في وقت النهار، قال إن الظلام كان يسود المكان أغلب الوقت.

كان هناك شباك صغير في أعلى الزنزانة، أحياناً يفتح ذاك الشباك ويُدخل أحدهم يده ويقوم برش مبيدات حشرية ويهيننا بألفاظ نابية، ولم نكن قادرين على التنفس وكان البعض يفقد وعيه بسبب قلة الأكسجين في المكان.

وأوضح: “بعد أن سقط بعضهم، حاولنا أن نطلب المساعدة وفتح شخصان الباب، يغطيان وجههما، مستهزئين: هل مازالوا على قيد الحياة ؟ بعد أن تتأكدوا أنه مات فعلا يمكنكم أن تنادونا مرة أخرى.

ليسوا سلفين بل كفار

أخبرني عبد الرحمن وقتها إنه حكى لنفسه عندما عاش تلك اللحظات: “كيف أن يكون الإنسان يتبع منهج السلفية- كما يدعون هم- ويصوم ويصلي برائحة المسك وهو بهذه الطباع الشيطانية. رأيت كل تلك البشاعة في الأفلام ولم أتوقع يوما أن أعيشها بشكل شخصي”.

“كل ما نسمعه داخل الزنزانة هي أصوات الأبواب أو اشتباكات في الخارج، وبكل تأكيد أصوات التعذيب وصراخ بقية المساجين، وهذا ما أضافه عبد الرحمن باكياً مجدداً: لماذا يفعلوا كل هذا؟

وحكى عبد الرحمن: كثيراً ما كان يقوم حراس السجن بإخراجهم ليلاً في فصل الشتاء وإجبارهم على التدحرج ومن يخالف حتى في محاولة لاستعطافهم كان يُضرب ويُهان هو وبقية المجموعة على حدا سواء.

ولم يتوقع عبد الرحمن أن يعيش كل تلك السنوات بسبب قطعة مخدر الحشيش، فقال كانوا المساجين يحكوا قصص مختلفة عن سبب وجودهم، وأعتقد أن تكون إما جرائم قتل أو تهريب أو إرهاب، وهناك من يُسجن لدى الردع، بسبب قرابة المدعي عليه، لأعضاء مليشيا الردع.

ما صدمني هي شهادة “عبد الرحمن” عن وضع سجناء متهمين بقضايا الإرهاب، مثل: الانضمام إلى تنظيم داعش. قال: “إن الدواعش كانوا في أفضل حالة مننا.. كان لديهم كل ش. وعندما سأل أحدهم لماذا هذه التفرقة؟، رد عليه أحد الحراس: “يمكن أن نهديهم إلى طريق الحق، ولكن أنتم لا فائدة منكم”.

دخل يوماً إلى زنزانتنا رجل طاعن في السن، بعد أن قام أحد الحراس بدفعه إلى الداخل، فساعدوه على الجلوس حتى هدأ، كانت تهمة ذاك الرجل هي مشكلة مع أحد الجيران الذي له علاقة مع الردع”.

وعندما كان يتحدث عبد الرحمن لاحظت أنه يضع أحيانا يده على بطنه من جانب الأضلع، فسألته إن كان على ما يرام، فقال: “أشعر بالآلام في جنبي من شدة الضرب في السجن، فقدت الكثير من وزني بسبب الأكل الغير صحي ولا يليق حتى بالبهائم”.

فقلت له حدثني كيف كان الأكل، ضحك “عبد الرحمن” بمرارة، وقال: “كانوا يدخلون علينا بقدر كبير من الشربة لا يوجد بها لحم وكان علينا لزاما أن نكمل كل ما في القدر وإلا سيضربونا، ولم تكن هناك حتى مياه صالحة للشرب، شربنا من دورة المياه. كل شخص كانت معه عبوة بلاستيكية للاستعمال الشخصي وللشرب”. فقلت له: هل نفذتم الأوامر وأكملتم القدر، فقال: “أبداً.. كثيراً ما كنا نسكب ما يتبقى في دورة المياه”.

وبعد مرور فترة طويلة من سجنه وكما وصفها “عبدالرحمن” أنها كانت دائرة زمن سوداء، مضيفاً: “الأيام تشابهت ولم أشعر بالوقت ولا الزمن”، كل ما نسأل عن شيئا ما أو نحاول معرفة اليوم أو الزمن كانت الردود شتائم وألفاظ نابية“ فهذا ما قاله ووقف صدفة بشكل سريع بعد أن سمع صوت منبه لإحدى سيارات المجموعات المسلحة خلفنا.

سألت “عبد الرحمن” عن صحة ما نراه في وسائل الإعلام، وما تنشره الردع عن التدريب المهني للسجناء، فقال: “كل من دخل إلى سجن الردع ضاق من ويلات شراستهم  ومن كأس المر والقهر.. ما رأيتموه كان مسرحية أبطالها ضحايا التعذيب بدون تحقيقات”.

وأضاف: “أي سجين كان يعرف مهنة معينة يجبر على العمل في بيوت أعضاء الميليشيا ومقرات عملهم بدون مقابل، فعندما علم “عبدالرحمن” هذا الأمر، اضطر للكذب بأنه لا يعرف أي مهنة.

سجن أجديدة – فراش أنام عليه

بعد مرور قرابة سنتين ونصف من اعتقاله دون أن يتم التحقيق معه أو توجيه تُهم من قبل النيابة العامة، تم نقل “عبد الرحمن” إلى سجن آخر، يدعى “أجديدة” ووصفه بأنه أكثر راحة من سجن مليشيا الردع.

وقال عبد الرحمن إنه عندما دخل سجن “أجديدة”، أعتقد أنه سيلاقي نفس المصير ولكن تفاجئ بأن الأمر مختلف رغم استمرار التسل.. كانت الزنزانة نظيفة ويوجد فراش أنام عليه، ولم أر وجوهاً ملثمة، أتذكر أنني دخلت للنوم في فراشي لمدة يومين كاملين ورفضت فيها حتى الأكل، ولم أكن اشعر بشيء فجسدي كان منهكاً”.

وأردف قائلاً: “كنت أستيقظ مرعوبا في الليل عندما أسمع صوتاً عالي في اعتقادي أني ما زالت لدى الردع “، ولم يكن هناك تعذيب أو شتم أو إي ممارسات تعسفية على الرغم من أن المكان كان هو الأخر تحت سيطرة الردع بشكل جزئي.

وأضاف أن كانت الردع تستعمله من اجل تظليل الأري العام أن السجناء يعاملوا بشكل جيد وفق القانون.. عندما قدموا لي الغداء وجدت معكرونة ودجاج، ضحكت وبدأت أحاول أن أحرك الدجاج وأغلق وأفتح عيني لتأكد من أنها حقيقة.

ولم يبق “عبد الرحمن” في سجن “أجديدة” طويلاً، ولم يكن يريد إفصاح الكثير عن بقائه فيه لأسباب أمنية، كانت طيلة فترة وجوده هناك مسموح له بمقابلة أحد أفراد عائلته الذين اعتقدوا أنه مات.

وأضاف أن هناك محل مقابل لسجن أجديدة للمواد الغذائية وكل ما يلزم السجناء من ملابس ومواد شخصية، عندما كان يريد شي من المحل، وتقوم إدارة السجن بالاتصال بعائلته لشراء الحاجيات وتركها في أكياس باسمه من ثم يستلمها.

“المحل يملكه أحد أفراد ميليشيا الردع، الأسعار كانت مرتفعة بشكل غريب لدرجة أن أهلي لم تكن لديهم القدرة على شراء بعض ما أحتاج”، أضاف أنه تعمد عدة مرات عدم الاتصال بأهله وطلب الكثير حتى لا يحرجهم.

وقال “عبد الرحمن” إن سبب خروجه هو وكيل النيابة الذي قرر فوراً الإفراج عنه لطيلة فترة الاحتجاز دون تحقيق، وعندما خرجت من السجن كان شعوري غريب، وكنت كل ما أريد أن أفعله هو أن أحتضن أمي لمدة ثلاث سنوات لا ما فاتنيعوض عن كل يوم لم أراها فيه.

خرجت مولوداً جديداً، كان يصعب على التعامل مع الهاتف وتلفزيون وقيادة السيارة، كان صعباً أن أكون في مجموعة كبيرة مع الناس فهذا يذكرني بضيق الزنزانة، أخاف من الظلام وأنا الآن أنام والإضاءة كلها تعمل، أخشى الأصوات العالية وأخاف غلق الأبواب”.

وشكى حاله: “دمروني وجعلوا مني إنسان محطم، كانوا قادرين أن يعاقبوني بالقانون ولكن هم نفسهم يحكموا بقوة السلاح ولا شرعية لهم”.

طلبت من “عبد الرحمن” رسالة يوجهها بشكل عام لمن يقرأ شهادته فقال: “كل من يدافع عن هذه المجموعة ميليشيا الردع المجرمة أو حتى غيرها من المليشيات في ليبيا، فلم ولن يعلم من هم حتى يقع بين يديهم ويتذوق مرارة العذاب”.