منح دار الإفتاء 12 مليون دينار قبل أيام.. لماذا يدافع الغرياني عن بقاء دبيبة؟

0
265
الصادق الغرياني
الصادق الغرياني

على مدار الأيام الماضية، شهدت ليبيا موجة غضب عارمة ضد حكومة الوحدة الوطنية، حيث تظاهر المئات بمختلف المدن الليبية مطالبين بإقالة حكومة الوحدة الوطنية ورئيسها عبد الحميد دبيبة، بعد أن اتهمها الشعب بالتطبيع مع إسرائيل والتواطؤ، وبيع القضية الفلسطينية.

جاءت تلك الاتهامات عقب الإعلان عن اللقاء الذي جمع بين وزيرة الخارجية بحكومة الوحدة، نجلاء المنقوش، مع نظيرها الإسرائيلي، إيلي كوهين، في روما، وتأكيد الطرفان على ضرورة توطيد العلاقات بين البلدين في المرحلة المقبلة، ويبدو أن المنقوش لم ترغب في الإعلان عن هذا اللقاء، خوفا من ردود الأفعال.

وفي ظل المطالبات بإقالة حكومة الوحدة، ظن الكثيرون من أتباع التيار الديني المتشدد، ممن يتشدقون بالقضية الفلسطينية ويتاجرون بها، أن المؤسسة الدينية في ليبيا، والمتمثلة في دار الإفتاء، سيكون لها دورا حاسما في إقالة تلك الحكومة، خاصة وأن هناك أنباء خرجت من إيطاليا، تؤكد بأن لقاء المنقوش وكوهين، كان بعلم دبيبة وبالتنسيق معه.

إلا أن مفتي ليبيا المعزول، الصادق الغرياني، كان له رأيا آخر، فقد فضل مصلحته الشخصية على القضية الفلسطينية، وفاجأ أنصاره وأعلن دعمه لحكومة الوحدة الوطنية برئاسة عبد الحميد دبيبة، ورفض رفضا تاما إقالته أو المساس بها، ودافع عنها دفاعا مستميتا، مما أثار الريبة حول موقفه.

الغرياني قال عبر برنامجه ” الإسلام والحياة” الذي يذاع على قناة التناصح: “لن نسمح بتغيير حكومة دبيبة بما فيها من طامات، مشيراً إلى أنها ستكون أخف ضرراً من حكومة انتقالية يعينها برلمان طبرق وحفتر”.

وأضاف الغرياني: “نعرف أن من حكومة دبيبة من سبق وزار الضفة الغربية تحت إشراف اليهود ومنهم من يجلس ويتعاقد مع الاستخبارات الصهيونية سراً وعليهم أن يتوبوا ولن نسمح بتغيير الحكومة”.

أما عن الأسباب التي دفعت الغرياني لهذا الموقف، فهي كثيرة، ودفاعه عن دبيبة مُبرر، فقبل بضعة أيام فقط، أصدر دبيبة قرارا بمنح دار الإفتاء في طرابلس 7 ملايين دينار، بالإضافة إلى 5 ملايين للكلية التابعة للدار.

أما السبب الآخر، فهو تلاقي المصالح، فلن يجد الصادق الغرياني أفضل من البيئة التي يوفرها له عبد الحميد دبيبة في غرب البلاد، انفلات أمني وإيواء لمئات الحركات المسلحة المتشددة التي تأتمر بأمر الغرياني، وتوفر الحماية لدبيبة نفسه، حتى أنه عَين آمري تلك الميليشيات في مناصب أمنية وعسكرية بحكومته.

ليس مُستغرباً موقف الصادق الغرياني هذه المرة، خاصة في نظر من يعرفه حق المعرفة، فهو صاحب الفتاوي الداعية للدم، وهو من أحل قتل جنود الجيش الوطني الليبي، ودعا إلى حرب أهلية بشكل علني، وهو أيضا الذي أمر بوقف رحلات الحج إلى السعودية، وهو المعزول من منصبه لأنه ليس أهلا لذلك.