لماذا يدافع دبيبة عن الميليشيات الليبية المتقاتلة في طرابلس؟

0
269
عبد الحميد دبيبة
عبد الحميد دبيبة

حرب لا تنتهي بين الميليشيات على الأراضي الليبية، تعكس حجم المعاناة التي تمر بها البلاد، والوضع الأمني الصعب الذي تعانيه بعد أن أغرقت الأسلحة كل شبر فيها، وساد قانون الغاية، فأصبح البقاء للأقوى فقط، ومن يمتلك السلاح والعتاد والرجال، تكون له الكلمة العليا.

فكالعادة، اندلعت اشتباكات في غرب ليبيا، وبالتحديد في العاصمة طرابلس، تلك المناطق التي تسيطر عليها حكومة الوحدة الوطنية برئاسة عبد الحميد دبيبة، بين ميليشيا جهاز الردع واللواء 444، استخدموا جميع أنواع الأسلحة، الخفيفة والمتوسطة والثقيلة، فكان عرضا لاستخدام القوة.

ووفقا للإحصائيات من حصيلة تلك الاشتباكات، فكانت الأكبر مقارنة بالاشتباكات التي دارت على دار الأشهر الماضية، حيث أظهرت آخر إحصائية لحصيلة الاشتباكات المسلحة التي جرت في العاصمة يومي الإثنين والثلاثاء وقوع 55 قتيلاً و146 جريحاً من العسكريين والمدنيين.

ومع ارتفاع وتيرة النزاع والاشتباكات وارتفاع عدد الضحايا، وخاصة أن من بين القتلى مدنيين، لا ناقة لهم في تلك الحرب ولا جمل، ظن الجميع أن دبيبة، رئيس حكومة الوحدة، التي تتبعها تلك الميليشيات، سيصدر العديد من القرارات الحازمة، التي من شأنها توقف تلك المهزلة، إلا أن ما حدث كان عكس ذلك تماما.

فقد التقى دبيبة بأعيان وحكماء سوق الجمعة والنواحي الأربعة، وقال خلال اللقاء إن عودة الاقتتال أمر مرفوض، كما أن الوطن لا يحتمل أي تصرفات غير مسؤولة، مؤكداً أهمية التعاون مع الأجهزة الأمنية كافة لفرض الأمن وضمان استتبابه.

واتفق هو ومن حضروا الاجتماع من الأعيان، على ضرورة تضافر الجهود الاجتماعية والأمنية والعمل بشكل موحد لإنهاء تداعيات الاشتباكات الماضية، وضمان عدم تكرارها ومنع الحروب أيا كانت أطرافها وأسبابها.

وعلى الرغم من السلبية التي سيطرت على تصريحات ولقاء دبيبة، إلا أن الأمر لم يتوقف هنا، فقد أصدر تصريحا أثار جدلا كبيرا في الأوساط الليبية بوصفه لهؤلاء ممن ينشرون الفساد في أرض ليبيا بأنهم كالأسود ووقفوا ضد العدوان.

فقال دبيبة: “هؤلاء أسود قاوموا فاغنر والعدوان على طرابلس، وحتى بنديرلهم حاجة تعسفية نتحشمواعلى وجوهنا لأنهم دافعوا عون بيوتنا وكرامتنا ومدينتنا”.

ما قاله دبيبة كان صادما وأثار العديد من التساؤلات حول موقفه مما يدور بالبلاد، فقد تحدث وكأنه آمر لإحدى الميليشيات التي تسيطر على مناطق في طربلس، وليس كرئيس حكومة لدولة بحجم ليبيا وأهميتها.

ويرى البعض أن تصريحات دبيبة منطقية وفقا لمواقفه التي صدرت عنه منذ أن تولى رئاسة الحكومة، حيث أن دبيبة اعتمد منذ اليوم الأول على هؤلاء لتثبيت دعائم حكمه، واحتمى بهم، وبالمقابل منحهم كافة الصلاحيات وقام بترقية آمريهم وولاهم أكبر المناصب، حتى أنه منح صفة عسكرية وأمنية باعتبارهم جزءا من منظومة الجيش والشرطة، فلماذا لا يدافع عنهم؟