هل دمج الحكومتين يحل معضلة ليبيا وتجرى الانتخابات؟

0
349

أكد مجلسي النواب والدولة الليبيان على ضرورة وجود حكومة موحدة تسيطر على كامل تراب البلاد للإشراف على الانتخابات المزمع إجراؤها.

وحدد المجلسان خلال محادثات لجنة 6+6 ملامح اختيار الحكومة الجديدة الموحدة وآليات عملها، مع تشكيل لجنة لمراقبة أداؤها لضمان التزامها بتنفيذ الانتخابات.

إلا أن البعثة الأممية في ليبيا عارضة توافق مجلسي النواب والدولة على فكرة اختيار حكومة جديدة ووصفتها بالتصرفات الأحادية التي من الممكن أن تعقد الأزمة في البلاد.

نائب رئيس حكومة الوحدة رمضان أبو جناح، خرج بتصريحات صحفية أمس الجمعة، عبر فيها عن توقعه أن يعلن المبعوث الأممي إلى ليبيا عبد الله باتيلي، في الفترة المقبلة عن دمج الحكومتين المتنافستين في إطار حكومة واحدة توصل الليبيين إلى مراكز الاقتراع.

كما توقع أيضاً أن يعلن المبعوث الأممي بشكل مفاجئ عن إجراء انتخابات بعد تشكيل لجنة من القضاة الليبيين تشرف على عملية الاقتراع.

ويرى مراقبون أن توقع مسؤول بحجم نائب رئيس حكومة الوحدة لا يأتي من فراغ، وأن هناك تحركات ومشاورات حدثت بالفعل على الأرض لتحقيق دمج الحكومتين.

كما أن رئيس حكومة الوحدة عبد الحميد دبيبة، جدد التأكيد في كلمته في اجتماع حكومته العادي السادس بمدينة غدامس أمس الأول الخميس، إنه لن تكون هناك مرحلة انتقالية أخرى ولا حكومات موازية، وأن حكومته مستمرة في عملها حتى إجراء الانتخابات.

وهو ما يعني أنه لو أختار مجلسي النواب والدولة حكومة جديدة فلن يسلمها دبيبة السلطة مثلما فعل مع الحكومة التي كلفها مجلس النواب في مارس 2022 برئاسة فتحي باشاغا.

المبعوث الأممي عبد الله باتيلي جدد خلال لقائه أمس الأول الخميس، مع رئيس مجلس الدولة الاستشاري خالد المشري، التزام الأمم المتحدة بالمساعدة في الوساطة في التوصل إلى تسوية سياسية فيما يتعلق بالإطار الانتخابي والقضايا الخلافية الأخرى لتمكين البلاد من المضي قدماً في أسرع وقت ممكن.

كما ركز باتيلي، خلال لقائه مع رئيس مجلس النواب عقيلة صالح الأربعاء الماضي، على الحاجة الملحة لوضع اللمسات الأخيرة على الإطار القانوني الذي أعدته لجنة 6+6 ليكون قابلاً للتنفيذ، وشدد على أهمية تأمين تأييد الأطراف الليبية الرئيسية الأخرى لضمان شمولية العملية الانتخابية.

وتؤكد تصرفات المبعوث الأممي حرصه على رضا حكومة الوحدة وعدم اتخاذ أي إجراءات دون مشاركتها، حتى لا تتجدد الصراعات والاشتباكات مثل حدث مع حكومة فتحي باشاغا.

وهو ما يدعم فرضية سعية لدعوة الحكومتين للاندماج في حكومة واحدة وتجرى الانتخابات تحت سلطتهما، على أن يكون هذا هو الحل الوسط الذي ترضى به كل الأطراف.