كشفت مصادر مطلعة عن قيام وزير العمل بحكومة الوحدة الليبية علي العابد، بإرفاق شهادة جامعية ثانية مزورة بملفه الشخصي، لتضاف إلى شهادته المزورة التي تقدم بها عند توليه الوزارة في مارس 2021.
وكان العابد، قدم عندما تم اقتراحه وزيراً شهادة جامعية في تخصص هندسة الكهرباء من كلية العلوم التقنية من جامعة سبها، لكن وسائل الإعلام ونشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي تحدثوا حينها عن تزوير شهادته.
وبعد الحديث بشكل واسع عن الشهادات المزورة للوزراء، وجه وقتها رئيس هيئة الرقابة الإدارية، سليمان الشنطي، كتاباً لرئيس حكومة الوحدة، عبد الحميد دبيبة، يطالبه بتقديم السير الذاتية لوزرائه بعد انفضاح التزوير في مؤهلات بعضهم، كما وجه فروع هيئة الرقابة بالتواصل مع الجامعات في كل المدن للتثبت من صحة مؤهلات وزراء حكومة الوحدة.
وردت جامعة سبها على الرقابة في شهر مايو 2021، بأن المدعو علي العابد، غير مسجل لديها وبالتالي فإن شهادته الجامعية مزورة، إلا أن هيئة الرقابة الإدارية لم تتخذ أي إجراء بشأنه وظل يمارس مهامه كوزير للعمل حتى اليوم.
وكان رئيس البرلمان عقيلة صالح فتح هذا الملف قبل حصول حكومة الوحدة على ثقة البرلمان، وقال إن “هناك من يتحدث عن وجود أعضاء بتشكيلة الحكومة مطلوبين في قضايا أمام النائب العام، وهناك من يتحدث عن أعضاء متحصلين على شهادات مزوّرة”، داعياً دبيبة إلى تشكيل الحكومة بـ”إرادته الحرة”، وقام دبيبة بالفعل باستبدال بعض المرشحين المتحفظ عليهم.
الغريب أن وسائل إعلام محلية ليبية، تحدثت حينها عن وزير العمل والتأهيل علي العابد الرضا نفسه، وذكرت أنه زوّر مستنداته وشهاداته الشخصية ودرجته الوظيفية من أجل تقلّد المنصب، لكن لم يتم تغيره.
ومؤخراً أثار علي العابد، غضب الليبيين خلال كلمته بملتقى نخب وأعيان فزان، والتي أتهم فيها قوات الجيش الوطني الليبي بالضلوع في تهريب المهاجرين والوقود والمخدرات.
واتهم وزير العمل بحكومة دبيبة أيضا، القوات الموجودة في المنطقة الجنوبية، بتعاطي المخدرات، والتشاجر والتعارك فيما بينهم، تحت تأثير المسكرات والمخدرات، ووصفهم بأنهم “مجرمين” يؤمنون الإتجار بالبشر والسلاح والمخدرات، موضحاً أن هذه القوات تظل لمدة في تلك المناطق ثم تعود مرة أخرى لأماكنها.
ويرى مراقبون أن تصريحات علي العابد، غير المسؤولة تعبر عن مدى تدهور مستواه العلمي وعدم إلمامه بخطورة تلك الكلمات وتأثيرها على الرأي العام.
وتناسى العابد، جهود وتضحيات جنود الجيش الوطني الليبي التي استطاعت تطهير الجنوب من الميليشيات والتنظيمات المتطرفة ومازالوا يكافحون من أجل تطهير البلاد بشكل كامل من عصابات التهريب وتجار المخدرات.