رغم إنفاق مليارات.. لماذا تطالب الصحة الليبية البعثات الأجنبية بتوفير أكياس دم لمواطنيها؟

0
436

تعاني كافة القطاعات في ليبيا من أزمات لا تنتهي، وعلى الرغم من تعاقب الحكومات وإطلاق الوعود بالإصلاح، إلا أن الصراعات على البقاء في السلطة، كانت ولازالت هي السبب الرئيسي في استمرار تلك الأزمات، فتأثرت كل مناحي الحياة وعانى الشعب الليبي أشد المعاناة خلال الـ 11 عام الأخيرة من عمر البلاد.

قطاع الصحة أحد أكثر القطاعات التي تضررت من الصراع في ليبيا، ويشهد نقصا في المستلزمات الطبية والأدوية والأمصال والعقاقير، فضلا عن انهيار البنية التحتية الخاصة بالمستشفيات والمنشآت الصحية والمستوصفات، بشكل جعل المواطن الليبي لا يحصل على أدنى حقوقه الصحية.

حكومة الوحدة الوطنية أطلقت وعودا فور توليها السلطة، وعدت بإصلاح كافة القطاعات، وتحدثت بشكل خاص عن قطاع الصحة، وخصصت له المبالغ المالية من أجل الاهتمام بالبنية التحتية وتوفير كافة النواقص التي توفر الحد الأدنى من الخدمة التي يجب أن يحصل عليها المواطن.

وعلى الرغم من تلك الوعود، يبقى التساؤل الأكثر أهمية، هل المبالغ التي خصصتها حكومة الوحدة من أجل الاهتمام بالمنظومة الصحية والقطاع الطبي ذهبت بالفعل في مصارفها الحقيقية؟ أم أنها مجرد أرقام يتم وضعها في كشوف، ثم تذهب الأموال الحقيقية إلى مصارف أخرى لا يعلم عنها أحد؟

فخلال 6 أشهر فقط، وبالتحديد منذ 1 يناير 2023 وحتى نهاية شهر يونيو من نفس العام، أنفقت حكومة الوحدة الوطنية 5.4 مليار دينار ليبي على قطاع الصحة، إلا أن هذا المبلغ الضخم الذي تم إنفاقه على هذا القطاع الهام والرئيسي، يبدو أنه وجد مصارف أخرى غير هذا القطاع، وتفوح من الأمر رائحة الفساد.

فعلى الرغم من أن هذا المبلغ 5.4 كافي للغاية في تغطية نفقات ومتطلبات قطاع الصحة في ليبيا في 6 أشهر فقط، إلا أن وزارة الصحة بحكومة الوحدة، تقدمت بطلب، للحصول على مساعدات من البعثات الأجنبية.

وجاء في نص الطلب: “السادة المحترمون ممثلي الهيئات والمنظمات المحلية والدولية العاملة بالقطاع الصحي في ليبيا، بالإشارة إلى الشكاوى العديدة الواردة إلينا من بعض المرافق الصحية بشأن النقص الحاد في أكياس الدم بكل أنواعها الأمر الذي أثر ويؤثر على تقديم الخدمة الطبية للمريض بشكل مباشر”.

وأضافت الوزارة في خطابها: “نظرا لتأخر العطاء العام للدولة، وتأخر اعتماد الميزانية العام للدولة، الأمر الذي حال دون توفير القيمة المالية المخصصة لهذا البند مما أثر سلبا على توفير هذه الأصناف، عليه نأمل منكم المساعدة والعمل على توفير هذه الأصناف بصورة عاجلة نظرا لأهميتها الكبيرة في إنقاذ حياة المرضى”.

وتابع الخطاب: “السادة ممثلي البعثات، إن توفير هذه الأصناف بصورة عاجلة سيكون له الأثر الإيجابي في تعزيز العلاقة والتعاون بين وزارة الصحة الليبية ومنظمة الصحة العالمية”.