مهاجر يمني يروي معاناته في سجون ليبيا: تعرضت لأبشع أنواع التعذيب والإهانة والتجويع

0
440

المهاجرون غير شرعيين، ممن قرروا الذهاب إلى أوروبا، اتخذوا من جحيم البحر المتوسط معبرا لهم، لينقلهم إلى أحلامهم، إلا أن الواقع المرير يختلف كليا عما حلموا به، ووسط ذلك كله، وجدت عصابات تهريب البشر في تلك البيئة مجالا للتنامي وتحقيق أرباح خيالية على ركام أحلام الطامحين في الهجرة.

شاب يمني، روى جانبا مظلما للجحيم الذي يعيشه المهاجرين على الأراضي الليبية، فما بين بلاده التي تعاني من الحروب والانقسامات، وبين أوروبا التي بنى أحلامه على هجرته إليها، هناك العصابات التي تستغل تلك الأحلام لتحقق المكاسب التي لا حصر لها.

ويقول الشاب اليمني: “عندما قررت الهجرة لأوروبا، سافرت إلى السودان، وما أدري وين أروح، بعضهم قال لي تعالى إلى تركيا أو إلى روسيا أو أوروبا، في نفس اليوم بالخرطوم ذهبت لكل السفارات، وبعدها فتحت الخريطة، رأيت أمامي تشاد ومالي والنيجر والجزائر، فقررت حينها أذهب إلى أسبانيا”.

وأضاف: “تم اختطافي في السودان، وأدخلونا لصحراء، ودفعنا فدية، سافرت بعدها إلى النيجر، وركبنا من النيجر للجزائر، وأول ما دخلنا للجزائر تم اختطافنا مرة أخرى، مشينا 14 يوم في الصحراء، ودفعنا فدية مرة أخرى، ومن خطفنا قال لنا إننا أمام خيارين، إما نرجعكم للنيجر، أو ندخلكم لأوروبا، وطلبنا منه أن يدخلنا لأوروبا”.

وتابع: “دفعنا له مبالغ كبيرة بالدولار، وركبنا البحر، ورأينا تعامل صعب منهم، حتى وصلنا لمالطا، وكان معنا شباب سوريين، وهناك شاب سوري يعرف كل اللغات، وسلمنا نفسنا للسلطات في مالطا، فقاموا بتقيدنا وإغماء أعيننا، وبعدها لم نعرف أي شئ”.

واستكمل حديثه: “بعدها بفترة وبعد أيام في البحر، وجدنا أنفسنا في ليبيا، تعرضنا للترهيب، وكانوا يضربون بالرصاص في الهواء بشكل هيستيري، ولا نعرف ماذا نفعل، وكانوا يضربون الرصاص بجانبا، وقلت حينها أنني سأموت، مكثنا لمدة يومين، وفي اليوم الثالث، قاموا بإزالة القناع من وجهي، وصفعني أحدهم على وجهي، وقلت له أقتلني ولا تصفعني”.

وتابع: “تعرضت للتعذيب في ليبيا بشكل لا يمكن تصوره، كنت أتعرض للتعذيب 3 مرات يوميا لعدة أشهر، كانوا يجلدوني، ويضربوني بالأقدام على وجهي ورأسي، حتى طلبت منهم أن يقتلوني، وبعد 3 أشهر حولوني لسجن آخر، استعدادا لمحاكمتي، وتوقفت أعمال التعذيب، ولكن كنا أكثر من 6 شخص داخل غرفة واحدة وكان الوضع غير آدمي”.

وقال المهاجر اليمني: “تم تحويلنا لسجن ثالث، وكانت الأوضاع فيه صعبة، حتى أن الليبيين أنفسهم كانوا يقولون عند ذكر هذا السجن نستعيذ بالله، الكل كان يخاف منه، وهو سجن الردع، فأول ما دخلت، لم أجد مكان أقف فيه على قدمي، وتعذبت بشدة فيه، وصوتي كان مسموع لأهل السجن من شدة التعذيب”.

وأضاف: “هؤلاء الأشخاص داخل السجن، غير آدميين، ليسوا من بني البشر، مجرمين لأبعد حد، وكنت أقول لهم أنا عربي ومسلم مثلي مثلكم، فكانوا يسبوني، وكنت أتعرض للتعذيب من 4 أشخاص دفعة واحدة، فكان تبريرهم للتعذيب، هو تعذيب للمشاغبة، فكانوا يحرموننا من الطعام والشراب”.

وتابع حديثه: “وبعدينا عن التعذيب والتجويع ومنعنا من المياه، كانوا يضربوننا لنذهب إلى العمل، إما في البناء أو حمل الأتربة والقمامة، وأنا كنت أخرج للعمل معهم، حتى تعرضت للإعياء الشديد وكدت أفقد وعيي، سألني أحد العساكر، من أين أنت؟ قلت له أنا يمني، فقام بحملي إلى المطبخ، وأعطاني طعام، وأدخلني في مكان لا يوجد فيه كاميرات وأعطاني هاتفه للتواصل مع أي شخص”.

وقال: “تواصلت مع شخص قريب مني في السودان، وأوضحت له ما حدث معي، وقلت له إما تنقذوني أو سأموت، بعدها بعدة أيام طلبوا من اليمنيين أن ينطلقوا إلى السفارة، خرجت من هناك وأنا حافي القدمين ولا أصدق أنني خرجت من هذا الجحيم، وأول ما رأيت السفارة بكيت، وبكى معنا القنصل اليمني، وقال لنا أبشروا الأسبوع القادم سيتم ترحيلكم”.

واختتم حديثه: “عندما علم مدير السجن، أننا سنخرج قريبا، استدعانا، وسألنا لماذا تبكون؟ وبعدها طلب من أحد عساكره أن يأتي بالعصا، وقام بضربنا ضربا عنيفا، حتى أوشكنا أن نموت، وبعدها وضعنا في حبس انفرادي، وأكثر شئ كان يصبرنا داخل السجن كانت الصلاة وقراءة القرآن، ولكن في المكان الانفرادي، لم نتمكن من إقامة أي عبادة”.