وعود دائمة وتصريحات رنانة تدور في أرجاء ليبيا حول موعد عقد الانتخابات، فعلى مدار السنوات الماضية، تحددت مواعيد عديدة لإجراءها، ولكن جميعها كانت مجرد تصريحات، تخرج من أفواه المسؤولين، لأهداف معينة أهمها تهدئة الرأي العام الداخلي والدولي المنادي بإجراء الاستحقاقات الانتخابية في البلاد.
ففي مارس المُنقضى، اقترح المبعوث الأممي إلى ليبيا، عبد الله باتيلي، أن تعقد الانتخابات في شهر يونيو 2023، وذلك بعد عدة لقاءات أجراها مع مسؤولين ليبيين في الشرق والغرب، وكان المقترح وفقا لتصريحاته أقرب إلى اليقين، بعد أن شعر أن الأجواء باتت مناسبة لعقدها، ولكنها لم تعقد في الموعد الذي اقترحه.
وحينها، رأى باتيلي، أن الحكومات الانتقالية، هي السبب في إطالة أمد الأزمة هناك، وأن الأجسام السياسية الموجودة حالياً في ليبيا هي سبب الأزمة الحقيقي، ودعا وقتها المجتمع الدولي للمساعدة في إجراء حوار ليبي – ليبي.
واعتبر باتيلي، أن منح الشعب الليبي فرصته لاختيار قادته عبر الانتخابات، هو السبيل الوحيد، مشيراً إلى أن الانتخابات ضرورة لإعادة بناء المؤسسات الشرعية التي تمثل الشعب الليبي.
والآن، خرج رئيس مجلس الدولة الاستشاري، خالد المشري، بتصريحات متعلقة بالحد الأقصى لإجراء الانتخابات الرئاسية والبرلمانية في البلاد، مؤكدا أنها ستكون في مارس المقبل، أي بعد 8 أشهر من الآن.
وقال المشري، إن مجلسي الدولة والنواب سيصدران خارطة طريق إجراء الانتخابات الأسبوع المقبل.
وأكد رئيس مجلس الدولة الاستشاري، في تصريحات تلفزيونية له، أن خارطة طريق إجراء الانتخابات سينبثق عنها حكومة جديدة وقوانين انتخابية، مشيرا إلى أن أقصى موعد لإجراء الانتخابات منتصف مارس القادم.
وتطرق المشري إلى تعنت رئيس حكومة الوحدة الوطنية عبد الحميد دبيبة فيما يتعلق بتسليم السلطة، وقال إنه إذا رفض تسليم السلطة للحكومة الجديدة، فسيتم اتخاذ إجراءات أخرى، مشيرا إلى أنه يجب تسمية رئيس جديد لمفوضية الانتخابات.
ما يدور الآن حول موعد إجراء الانتخابات، يذكرنا بالفترة التي تلت اتفاق الليبيين بملتقى الحوار السياسي في نوفمبر 2020 على خارطة طريق تبدأ باختيار سلطة تنفيذية وتوحيد المؤسسات الليبية وتنتهي بإجراء الانتخابات في ديسمبر 2021، إلا أن الانتخابات تم تأجيلها بعد ما أعلنت مفوضية الانتخابات عجزها عن إجراؤها في موعدها المحدد.
تلك المحاولات، لم تكن الأولى من نوعها لإجراء الانتخابات وتؤجل في النهاية، ففي ديسمبر 2019 دعا رئيس المجلس الرئاسي بحكومة الوفاق المنتهية ولايتها لإجراء انتخابات رئاسية وبرلمانية، وفي يونيو 2019 حاولت البعثة الأممية لدى ليبيا، ورئيسها آنذاك غسان سلامة إجراء الانتخابات ولكن محاولتها هي الأخرى فشلت.
كما أنه في ديسمبر عام 2018 كان هناك محاولة أخرى لإجراء الانتخابات، كما هناك محاولة أخرى في شهر مارس من نفس العام، إلا أن جميع المحاولات أجلت وبائت بالفشل.