إطلاق “دبيبة” مبادرة مؤسسة العمل الديني في ليبيا.. تمكين للغرياني وتهميش للأوقاف

0
555

أعلن رئيس حكومة الوحدة الليبية عبد الحميد دبيبة، خلال اجتماع مجلس الوزراء العادي الخامس لعام 2023، الذي عقد اليوم الأربعاء، إطلاق مبادرة تأسيس مؤسسة العمل الديني الرسمي في ليبيا.

وقال دبيبة، إن المبادرة ستكون تحت شعار (واعتصموا بحبل الله جميعاً ولا تفرقوا)، لتكون بمثابة ميثاق وطني في الشؤون الدينية تشارك فيه كل الأطراف.

ويرى مراقبون أن دبيبة، يهدف من وراء إنشاء تلك المؤسسة إلى تمكين دار الإفتاء بقيادة المفتي المعزول من مجلس النواب الصادق الغرياني، على عمل جميع المؤسسات الدينية، وتهميش دور الهيئة العامة للأوقاف، والتي حدثت خلافات حادة بينها وبين دار الإفتاء خلال الشهور الماضية.

وذكرت مصادر أن وزير الاتصال بحكومة الوحدة وليد اللافي، والمعروف بولائه لدار الإفتاء هو صاحب فكرة إنشاء المؤسسة بهدف تمكين دار الإفتاء من الشؤون الإسلامية والتعليم الديني وأموال صناديق الزكاة وإدارة الأوقاف في المنطقة الغربية بالكامل.

كما ذكرت المصادر أنه سيتم تشكيل لجنة استشارية ملزمة للإشراف على عمل رئيس الهيئة العامة للأوقاف محمد العباني والمعروف بانتمائه للتيار السلفي.

وشهدت الفترة الماضية خلافات كبيرة بين دار الإفتاء ومناصريها وهيئة الأوقاف وصلت إلى الهجوم على أئمة المساجد في الغرب الليبي.

ويقول مراقبون أن الخلاف بين دار الإفتاء وهيئة الأوقاف عميق ومبني على خلاف مذهبي في الأساس، ويكمن في كون القيادات المسيطرة على هيئة الأوقاف الليبية في طرابلس منتمية للتيار السلفي “المدخلي”، بينما تحرص دار الإفتاء على إظهار تمسكها بالمذهب المالكي الذي تسير عليه ليبيا وسائر المنطقة المغاربية.

وبدأت الخلافات بين هيئة الأوقاف ودار الإفتاء تظهر على الساحة الليبية في شهر رمضان الماضي، عندما افتت دار الإفتاء بجواز إخراج زكاة الفطر قيمة نقدية أو حبوب، فيما أكدت هيئة الأوقاف أنه لا يجوز إخراج زكاة الفطر نقداً ويجب أن تكون حبوب.

وتدخلت حكومة الوحدة على خط الخلافات ووجه رئيسها عبد الحميد دبيبة، تعليماته لرئيس الهيئة العامة للأوقاف والشؤون الإسلامية محمد العباني، بضرورة التقيد بالاختصاصات فيما يتعلق بالفتوى والرأي والمشورة والتي هي اختصاص أصيل لدار الإفتاء.

إلا أن الخلافات تجددت مرة أخرى في رؤية هلال شهر شوال وعيد الفطر حيث اختلافا في تحديد رؤية الهلال، مما تسبب في انقسام المساجد في الغرب الليبي، حيث شهدت قيام بعض المساجد صلاة التراويح، والبعض الآخر كان يكبر بتكبيرات العيد لتحدث واقعة لم تحدث في أي مدينة في العالم من ظهور الإسلام قبل أكثر من 1400 عام.

كما شهدت صلاة العيد في طرابلس هجوم المناصرين لدار الإفتاء على الإمام المعين من هيئة الأوقاف والقوا عليه الأحذية وطالبوه بالرحيل وترك الصلاة.

وعاد الغرياني، للهجوم على هيئة الأوقاف، وقال خلال استضافته عبر برنامج “الإسلام والحياة” الذي يذاع على قناة “التناصح” التابعة له: “هؤلاء الناس داء عضال يسري في جسد الأمة الليبية، هؤلاء أناس لا يعرفون ما يصنعون ويدمرون بلادهم، وفي حقيقة أمرهم صنيعة الاستخبارات وإن تظاهروا بالمشيخة والحرص على الدين”.

فيما أكد رئيس هيئة الأوقاف في محمد العباني، أن دار الإفتاء هي حجر العثرة أمام المصالحة الوطنية في ليبيا، مشيراً إلى أنه لن يدخر جهداً لتغيير من يقومون عليها واستبدالهم بمن لم تتلوث أيديهم بدماء الليبيين، داعياً إلى التداول السلمي على كرسي الإفتاء عبر امتحان عام وشروط معينة.