جاسوس فرنسي يكشف: كيف دفع ليبيين لخيانة بلادهم؟

0
396

على الرغم من مرور أكثر من عقد من الزمان على إسقاط نظام الزعيم الليبي السابق، معمر القذافي، إلا أن كواليس إسقاطه لم تَتكشف بشكل كامل بعد، فمع مرور السنوات، تظهر حقائق جديدة تروي لنا تفاصيل ما حدث، وتُظهر جوانب ظلت خفية لسنوات.

جان فرانسوا لولييه، جاسوس فرنسي، تم تجنيده وإرساله إلى ليبيا، ما بين عامي 2009 إلى 2012، كانت مهمته واضحة ومحددة، العمل على إسقاط نظام معمر القذافي، من خلال تجنيد أكبر قطاع ممكن من الليبيين، وخاصة أصحاب المناصب الرفيعة والأمنية، سواء كان ذلك التجنيد بعلمهم أو بدون علمهم.

الجاسوس الفرنسي خرج عن صمته، وروى تفاصيل ظلت خفية لسنوات، شهدت فيها ليبيا كل أنواع وأشكال وأصناف الأزمات، الأمنية والاقتصادية والاجتماعية والصحية، فتحدث “لولييه” إلى سائل إعلام فرنسية عن آلية عمله في ليبيا، ومهمته بالتحديد وكيفية تجنيده لعملائه.

قال جان فرانسوا لولييه، إنه تم إرساله إلى ليبيا في الفترة التي عُرفت فيما بعد بـ”الربيع العربي”، عمل سراً ولم يعلم عملاء أخرين بشأنه أو بتفاصيل عمله، موضحا أنه تمركز في مديرية أمن العاصمة الليبية طرابلس.

ويقول الجاسوس الفرنسي، إنه تم تكليفه بمهمة بالغة السرية وواضحة، أوكلها له قصر الإليزيه، حيث صدرت الأوامر له بإحداث انشقاق بين الصف الليبي، واختيار الشخصيات الليبية التي يمكن أن تنقلب على الزعيم الليبي الراحل معمر القذافي.

المهمة كانت صعبة، وكان على “لولييه” أن يمهد لذلك من خلال إضعاف نظام القذافي، وأول ما بدأ به هو استهداف وزير الخارجية موسى كوسا، نظرا لحساسية منصبه.

وقال جان فرانسوا لولييه، إنه دفع الناس إلى خيانة بلادهم، ولكن في الوقت نفسه، كان يعمل على إرضاء قناعاتهم، مشيرا إلى أنه كان واثقا بأن “موسى كوسا” سينشق عن القذافي.

وأوضح “لولييه” أن التكليفات التي تلقاها، كان أحدها هو الاقتراب بمن وصفهم بـ”المتمردين” على النظام الليبي ومساعدتهم، موضحا أنه كان يرى بأنهم قريبين من السلطة، لذا كان هناك فائدة كبيرة من دعمهم لتحقيق هدفين، أولهما إسقاط نظام القذافي، والثاني لتشكيلهم وفقا لرغبات جهاز المخابرات التابع له والاستفادة منهم حال وصول أحدهم إلى السلطة.

ونفى الجاسوس الفرنسي، أي علاقة بينه وبين عملية اغتيال الزعيم الليبي السابق معمر القذافي، مؤكدا أنها كانت مجرد شائعات.