كارثة إنسانية جديدة، في مدينة الزاوية بالقرب من العاصمة الليبية طرابلس، بعدما أصابت نيران طائشة أطلقتها أسلحة الميليشيات، أسرة المواطن الليبي سالم صالح عبد المولي، فقتلت رب الأسرة في الحال هو وزوجته، وأصابت أبناءه بإصابات بالغة لتعكس ما يعيشه الشعب الليبي في غرب البلاد.
حادث مرعب، يستكمل مسلسل المأساة التي يعيشها الناس تحت حكم الميليشيات في طرابلس وما يتواجد من مدن في محيطها أو التي تتبعها إداريا، غياب كامل للأمن وسيطرة كاملة للمسلحين الذي تحتمي فيهم حكومة الوحدة الوطنية، فتحول نهار الناس إلى ليل، وأمنهم إلى خوف، والكل بات في خطر.
ذلك الحادث الصعب، انتفضت من أجله ليبيا، وتداول رواد مواقع التواصل الاجتماعي تغريدات ومنشورات عبروا فيها عن الألم الذي يعيشونه بسبب تلك المأساة الجديدة، بعد سلسلة من الاغتيالات، شهدتها طرابلس وعدد من المدن الواقعة في غرب ليبيا، دون أن يحاسب من فعلها.
عميد بلدية الزاوية، جمال بحر، علق على الحادث، وقال إنه ينتظر كغيره من الليبيين التحقيقات من الجهات الأمنية بخصوص الحوادث التي حدثت في المنطقة، وأخرها اغتيال أسرة المواطن سالم صالح عبدالمولى.
وأضاف بحر، أن حادثة مقتل المواطنِ سالم عبد المولى وزوجته حدثت بمنطقة الحرشة التابعة لبلدية الزاوية الغرب وليس المركز.
اغتيال أسرة المواطن سالم صالح عبد المولى، أحدث غضبا عارما بين المواطنين، فأشعلوا النيران في محيط كوبري الحرشة بالزاوية وأغلقوا الطريق الساحلي كلياً احتجاجاً على ما حدث وتدهور الأوضاع في البلاد.
مدينة الزاوية، شهدت منذ شهر ويزيد، العديد من التصفيات والاغتيالات لعدد من الشخصيات، ففي أقل من شهر فقط، قُتل أكثر من 13 شخص دون مع سبب ودوافع ذلك، وربما ما يحدث ورائه دوافع سياسية أو دينية أو غيره، فلا أحد يعرف ما الذي يحدث.
ومن بين تلك الاغتيالات، منذر مسعود القحواش، الشهير بـ منذر كاذان، مواليد 1997 توفي متأثرا بإصابتة التى تعرض لها جراء استهدافه برصاص مسلحين، حيث تم قتله أثناء وقوفه بجوار إحدى المدرعات بالزاوية.
اغتالت أيادي الغدر أيضا، لقمان علي عمر الهازل، طالب في كلية الاقتصاد، وهو من مواليد 2003، حيث أطلق عليه مسلحين النار فسقط قتيلا، دون معرفة السبب وراء ذلك، وبعد متابعة ما حدث، أكد سكان تلك الأنحاء، أن والدة الشاب الفقيد، كان لها مواقف مناهضة مما يحدث من قبل الميليشيات في تلك الأنحاء.
كما تمت تصفية حمزة علي سالم، بإطلاق النار عليه دون معرفة السبب في استهدافه، بالإضافة إلى محمد أبوعجيلة راشد، شاب لم يكمل ربيعه العشرين، فضلا عن عدد كبير من عمليات التصفية التي تم رصدها في مدة قصيرة.
وكان أخر تلك العمليات، عملية تصفية الشاب أسامة الزناتي، حيث توفي متأثرا بجراح إصابته بطلق ناري بعد استهدافه من قبل مسلحين، ليكون الضحية رقم 15 في طابور ضحايا الانفلات الأمني التي تعاني منه الزاية.