في ذكراها السادسة .. لماذا أطلق خليفة حفتر عملية الكرامة؟

0
538

حياة مؤلمة عاشها الشعب الليبي في شرق البلاد، منذ أحداث فبراير 2011 وحتى انطلاق عملية الكرامة في عام 2014، التي استهدفت تحرير الأراضي الليبية من حكم الميليشيات المتطرفة، فقد سيطرت كتيبة أبوسليم على مدينة درنة ودرع ليبيا وكتيبة 17 فبراير وكتيبة راف الله السحاتي كانوا يسيطرون على ثاني أكبر المدن الليبية مدينة بنغازي.

حولت الميليشيات أحلام دولة الرفاهية والحياة المدنية سريعاً إلى كابوس، فأصبح المواطن الليبي يعيش في خوف وهلع دائمين، بعد أن انتشرت نقاط تفتيش لتنظيم أنصار الشريعة في كل حدب وصوب، مفخخات وعبوات لاصقة جعلت من حياة الليبيين جحيماً.

لم يجد المشير خليفة حفتر قائد الجيش الوطني الليبي، حلا لتحرير الأرض من تلك العناصر المخربة، التي نهبت ثروات ليبيا لسنوات وظلمت أهلها، إلا من خلال إطلاق عملية لتحرير الأرض واستعادة كرامة الوطن والشعب، فأطلق عملية الكرامة في 16 مايو 2014، لتتعلق آمال الليبين بخطوات جيشها الوطني وانتصارته في كل مدينة يحررها من أيادي المتطرفين.

بإعلان المشير خليفة حفتر انطلاق عملية الكرامة، والبدء في تحرير مدينة تلو الأخرى، حطم آمال التكفيريين في إنشاء دولة “متأسلمة” في ليبيا بعد أن فشلت مختطاطهم في سوريا والعراق، فتحولت بعدها العملية إلى ثورة شعبية هدفها تحرير كل شبر في ليبيا من أيادي المتطرفين.

الاغتيالات
كانت أحد أهم الأسباب لإطلاق الجيش الوطني الليبي عملية الكرامة، ففي يوليو 2013 أصدرت هيومن رايتس ووتش تقرير أكدت فيه اغتيال 51 شخصيةً سياسية في أكبر موجة اغتيالات في مدينتي بنغازي ودرنة.

وتعتبر جريمة مقتل السفير الأمريكي كريستوفر ستيفنز، إثر هجوم نفذته جماعة أنصار الشريعة المتطرفة في 11 سبتمبر عام 2012 على القنصلية الأمريكية في بنغازي، هي أحد أبرز حوادث الاغتيال التي أحدثت ضجة في بنغازي.

وشهدت بنغازي على واقعة اغتيال الحقوقية والمناضلة السياسية سلوى سعد بوقعيقيص، بعد نشرها صور ومعلومات على صفحتها بموقع التواصل الاجتماعي فيس بوك تشير فيها إلى غياب الأمن في المدينة وانتشار سطوة جماعة أنصار الشريعة والجماعات المتطرفة الأخرى، حيث اقتحمت مجموعة ملثمة منزلها وأوقعتها قتيلة بعد ساعات قليلة من إدلائها بصوتها في الانتخابات البرلمانية، وظل القاتل مجهولاً.

وفي 26 مايو 2014، اغتيل الصحفي الليبي مفتاح بوزيد، برصاص مجهولين بمدينة بنغازي، بعد يوما واحدا من إجرائه حواراً تلفزيونيا استفاض خلاله في الهجوم على الجماعات المتطرفة والميليشيات المسلحة المنتشرة في ليبيا.

وفي 20 سبتمبر 2014، اغتالت جماعات متطرفة في مدينة بنغازي 13 شخصية عسكرية في مواقع مختلفة، وهو ما رد عليه طيران الجيش الوطني الليبي بشن غارات مكثفة على مواقع المسلحين في المدينة.

أبناء المؤسسة العسكرية كانوا أكثر المتضررين من حملة الاغتيالات التي طالت المئات منهم.

ظلم أهالي تاورغاء وتهجيرهم
ظلمت الميليشيات أهالي مدينة تاورغاء، فبعد انتهاء ثورة فبراير، قامت ميليشيات مصراته بتهجير أهالى المدينة، وذلك في إطار عملية تصفية حسابات

حصار الوزارات والمؤتمر الوطني
حاصرت الميليشيات المسلحة الوزارات والمؤسسات الحكومية، ففي عام 2013 حاصروا، دواوين وزارات الخارجية والعدل والداخلية والمالية، وتسبب ذلك في شلل تام، كما حاصروا مبنى المؤتمر الوطني العام، للضغط عليه لإصدار قانون العزل السياسي.

نهب ثروات ليبيا وسرقة المليارات
انتشرت الفوضى بعد ثورة فبراير في كل أنجاء ليبيا، وأكل القوي الضعيف وأصبح الميليشياوي هو صاحب القرار، وفي محاولة من المسؤولين إسكات الميليشيات بدأوا بصرف المكافآت، ولكنها كانت بداية النهاية.

شيئا فشيئا أدرك قادة الميليشيات أن لهم الكلمة العليا وبات ابتزاز المسؤولين شيئا طبيعياً.

ظلم الميليشيات لأهالي طرابلس
في الوقت الذي سيطرت فيه الميليشيات على طرابلس، خرجت ضدهم المظاهرات، فليس من الصحيح أن نقول إن أهالي العاصمة الليبية ضد الجيش والشرطة، ولكنهم في وضع حرج.

فعند مطالبتهم الميليشيات بالانسحاب من مقراتهم داخل المدينة كان الرد دامياً، وفي إحدى المظاهرات قامت إحدى الميليشيات بقتل أكثر من 55 مواطناً.

للجيش الليبي حاضنة في أغلب المدن والمناطق الليبية، ومن يدافع عن العاصمة الليبية اليوم ليسوا بأهل طرابلس، بل الميليشيات المستفيدة من الفوضى والجماعات الإسلامية التي تتخوف من وجود جيش قوي يحبط مخططات