تقع في ليبيا حوادث طرق بشكل يومي يسقط خلالها عشرات القتلى، درجة أن أعداد ضحايا الحوادث تفوق أعداد ضحايا النزاعات واشتباكات الميليشيات التي تعاني منها ليبيا منذ عام 2011.
وأمس الخميس، لقي 9 أشخاص مصرعهم بحادث سير مروع وقع في ليبيا بين مركبتين على الطريق الواصل بين مصراتة وبنغازي شرق ليبيا، كما وقع حادث آخر في الطريق الرابط بين إجدابيا والبرقة سقط خلاله 10 ضحايا.
والاثنين الماضي توفي 5 أشخاص بينهم امرأتان، جراء حادث سير على الطريق الرابطة بين مدينتي سبها وأوباري، ومنذ نحو أسبوعين تُوفي 9 أشخاص في حادث مروع على الطريق الساحلي في المنطقة شرق بن جواد، وغيرها الكثير من الحوادث.
وفي أكتوبر الماضي صدر تقرير عن وزارة الصحة يشير إلى أن ليبيا تتصدر القائمة الدولية لوفيات حوادث المرور بنسبة 73.4% حالة وفاة لكل 100 ألف نسمة.
وتحصد حوادث الطرق أرواح 5 أشخاص يومياً في ليبيا، ورصد تقرير صادر عن وزارة الداخلية الليبية، وقوع 4131 حادث مروري خلال عتم 2020 قتل خلالهم 1761 شخصاً إلى جانب تضرر 6641 مركبة، وخسائر مادية تقدر بـ 280 مليون دينار.
وتعاني الطرق في ليبيا من أوضاع كارثية، حيث أن هناك الكثير من الطرق غير ممهدة ومصممة بشكل خاطئ وبها منعطفات شديدة الخطورة، إلى جانب عدم إنارة الكثير من الطرق ما يزيد من الحوادث في الليل.
إلى جانب الفوضى الأمنية التي تعاني منها البلاد منذ عام 2011 حيث لا توجد رادارات لرصد السيارات المسرعة، كما لا يوجد اهتمام باستخراج رخص القيادة للتأكد من إمكانية قيادة الأشخاص للسيارات.
بالإضافة إلى وجود كثير من قطعان الإبل التي ترعى على جانبي العديد من الطرق، والتي أحياناً تقطعه بشكل مفاجئ خلال الليل وتتسبب في كوارث.
ومن أسباب حوادث الطرق أيضاً استمرار استيراد سيارات مستعمله وقديمة الطراز، والتي تكون معظمها متهالكة، حيث لا توجد رقابة على عمليات الاستيراد والبيع من دون فحص، مع ذلك يزداد إقبال الليبيين عليها بسبب رخص ثمنها.
ومن الأسباب الأخرى عدم توفر وسائل النقل الأخرى كالقطارات وكذلك مساحة الدولة الليبية الشاسعة إذ تبعد بنغازي عن طرابلس 1000كم وعـن الكفرة 600كم مـما يجعل السائقين يقودون لفترات ويتعرضون للحوادث.
ويرى الخبراء أن حوادث المرور في ليبيا من الممكن أن تزداد بشكل كبير خلال السنوات المقبلة وقد تصل حالات الوفاة إلى 25 حالة يومياً إذا لم تتخذ اجراءات لمنع وقوع الحوادث.