قطر وإخوان ليبيا.. علاقة وطيدة مريبة

0
376

لسنوات لا تكف قطر يدها عن دعم جماعة الإخوان المسلمين، رغم ما كشفته الأيام عن حجم الفوضى السياسية والأمنية التي اختلقتها الجماعة في الشرق الأوسط. 

قد يبدو أن قطر كفت يدها عن الجماعة في ليبيا، لكن المعطيات على الأرض تقول غير ذلك، فضمان اختيار رئيس قادم حليف لها تبدو تحدياً كبيراً للدوحة. 

الدوحة تواصل تحركاتها في السر والعلن، فأمس أبدت قطر استعدادها لتعزيز وتطوير العلاقات وتفعيل الاتفاقيات المبرمة مع ليبيا، لا سيما في المجال الصحي.

وجاء ذلك على لسان السفير القطري لدى ليبيا خالد الدوسري خلال لقائه مع نائب رئيس حكومة الوحدة المنتهية ولايتها ووزير الصحة المكلف، رمضان أبوجناح، بمكتبه في العاصمة طرابلس.

وأكد السفير القطري أكد خلال اللقاء رغبة بلاده في تطوير العلاقات الليبية – القطرية والعمل على تفعيل الاتفاقيات المبرمة بين البلدين الشقيقين، معرباً عن دعم بلاده لتحقيق الأمن والاستقرار في ليبيا وصولاً للاستحقاق الانتخابي وفق قاعدة دستورية صحيحة.

كما عبّر الدوسري عن سعي بلاده لتعزيز أواصر التعاون المثمر مع ليبيا وفي المجالات كافة وبما يحقق أهداف الشعبين الشقيقين والعمل على تفعيل الاتفاقيات المبرمة بينهم.

بالفعل ستكون هناك لقاءات مع رئيس الحكومة الرافص لتسليم السلطة لحكومة منتخبة، فالاتصالات جارية منذ زيارة دبيبة العام الماضي. 

وسعى دبيبة لقطر، للسيطرة على أهم ملفين يمكن أن يعرقلا تجاوزه مرحلة الانتخابات بسلام من خلال حسم موضوع المنافسة مع فتحي باشاغا رئيس الحكومة الحالي فتحي باشاغا، المرشح السابق للرئاسة. 

وعكفت الدوحة على ضمان تحالفها مع دبيبة وحكومته المدعومة من جماعة الإخوان المسلمين، لضمان مصالحها في ليبيا، وعودة مصالحها واستثماراتها المعطلة. 

وكان على رأس الملفات التي ناقشها عودة البنوك القطرية إلى ليبيا 2011 خاصة لتوفير السيولة المالية بشكل شرعي أمام المجتمع الدولي. 

وتعول قطر على جماعة الإخوان في ليبيا، خاصة بعد تأثيرات الضربة التي تلقتها حركة النهضة في تونس، وبالتالي فشل جزء كبير من المخطط القطري في المنطقة. 

وتخشى قطر أن يتحرك الليبييون تجاه جماعة الإخوان التي تواصل تغيير جلدها منذ العام الماضي، مع تحرك التونسيون في استكمال استئصال الإخوان وتحجيم دورهم السياسي. 

القيادي بجماعة الإخوان خالد المشري، سيكون حاضراً في المخطط القطري بقوة، فسبق ودعم انقلاب فجر ليبيا على البرلمان المنتخب 2014، رغم أنه كان أحد مؤيدي الانتخابات. 

وفي مارس الماضي، عينت ليبيا محمد مصطفى اللافي سفيراً فوق العادة مفوضاً لدى دولة قطر بعد غياب قرابة 6 سنوات، وبدأ فعلياً في ممارسة مهامه.

وتسلم الأمين العام لوزارة الخارجية القطرية أحمد الحمادي، اليوم الثلاثاء نسخة من أوراق اعتماد اللافي سفيراً فوق العادة مفوضاً لليبيا لدى قطر، معرباً عن استعداده لتقديم كل الدعم للارتقاء بالعلاقات بين البلدين.

وكان هذا القرار بمثابة خطوة من دبيبة المنتهي ولايته في ذلك التوقيت لتوطيد علاقته بالدوحة. 

وكانت قطر قد عينت في يوليو من العام الماضي خالد الدوسري سفيراً لها في ليبيا لأول مرة بعد إغلاق سفارتها في 2014، فيما غاب أي سفير ليبي في قطر منذ أكتوبر عام 2016.