في أبريل عام 2019 دخل الجيش الوطني الليبي العاصمة طرابلس، لتلجأ حكومة الوفاق إلى تركيا من أجل دعهما عسكريا.
وفعلاً، بدأت تركيا بتجنيد المئات من المرتزقة السوريين وإرسالهم إلى ليبيا.
فبحسب المرصد السوري بلغ أعداد المسلحين السوريين الذين أرسلتهم تركيا إلى ليبيا حتى الآن ما بين 5000 إلى 17000مقاتل.
ورغم ما يمر به العالم من أزمة بسبب جائحة كورونا، إلا أن تركيا مستمرة في إرسال المرتزقة إلى ليبيا.
وقامت تركيا بإيهام المرتزقة السوريين بأنهم ذاهبون في نزهة وأن الجيش الليبي جيش ضعيف وسيتحصلون على آلاف الدولارات والجنسية التركية فور عودتهم.
إلا أنهم ومنذ أن وطأت أقدامهم الأراضي الليبية واصطدموا بالواقع الأليم، فقتل منهم المئات أسر العشرات، إلى جانب كل هذا تخلت تركيا عنهم فلم تعد تدفع لهم رواتبهم، وتوقفت عن دعمهم.
يقول أحد المرتزقة، أبلغونا بأن تركيا ستدفع لنا 3000 دولار في الشهر مقابل الحرب في ليبيا، لكن ذلك لم يحدث ذلك قط ففي الشهر الأول تحصلت على 2000 دولار، وفي الشهر الثاني، أعطونا 1400 دولار، وفي الشهر الثالث لم نتقاضى أجورنا على الإطلاق، لذا نهبنا المنازل وسرقنا كل ما هو ذو قيمة من ذهب أو غير ذلك وكان جنود ليبيين من حكومة الوفاق الوطني يبيعون تلك المسروقات ويعطوننا ثمنها.
فيما قال آخر، إن القادة الأتراك الذين أطلعونا على طبيعة مهمتهم في ليبيا قد تجاهلوا بشكل كبير وصف المخاطر التي سوف نراها هناك، لكن بعد عدة أسابيع بدأت المعارك العنيفة وانتقلنا إلى منطقة صلاح الدين.
وأكد المقاتل السوري أن الوضع في ليبيا مما كان عليه في سوريا ، حيث مات الكثير من السوريين في شوارع ليبيا دون أن يلتقط أحد جثثهم.
وأضاف “لا أعرف عدد السوريين الذى لقوا حتفهم في ليبيا ولكنى رأيت بنفسي عشرة جنود سوريون قُتلوا في معركة واحدة في طرابلس”.
وقال أحد عناصر الجيش الوطني السوري المدعوم من تركيا في عفرين “أحمد زين” لقد عدت من ليبيا بالأمس و لكنني كنت أحاول الهروب من ليبيا لأكثر من شهر.
وعندما سئل أحمد، عن رأيه حول أهمية الوجود التركي في عفرين، ضحك أحمد قائلا أنا كنت جندي مرتزق في عفرين وفي ليبيا لا يوجد بما يسمى جهاد الذى انتهى عندما خسرت المعارضة السورية معركة حلب ضد بشار الأسد عام 2016، بعد ذلك أصبح الأمر بالنسبة لنا هي الحصول على المال ولا يهم من نقاتل معه ولا ضده.
وأضاف أحمد بأن رفقائه من المرتزقة لم يقوموا بأعمال نهب في عفرين مثل ما فعلوا في ليبيا لأن تركيا توقفت عن دفع النقود لهم التي تتراوح بين 2000-3000 دولار شهريا.
واعترف مرتزق سوريا آخر وقال “كان هناك جندي ليبي ينتمي إلى حكومة الوفاق كان مكلفاً بأخذ السوريين إلى المتاجر في طرابلس حتى يتمكنوا من بيع بضاعتهم المسروقة، وأضاف كان بعض المقاتلين السوريين ينهبون الأموال والممتلكات بدلاً من القتال. واعترف الجندي السوري أن العديد منهم قد قتلوا أثناء عمليات النهب من منازل قريبة من الخطوط الأمامية لقوات حفتر التي كانت تضع لهم الكمائن وتقتلهم.
ويقول زين أحمد ، أحد الجنود المرتزقة ، إن تركيا فشلت في إنجاز وعودها لقوات الجيش الوطني السوري في ليبيا، مضيفا أن من بين تلك الوعود الزائفة أنه إذا بقينا وحاربنا لمدة ستة أشهر ، فسوف نحصل على الجنسية التركية وفى حالة الموت أثناء القتال في ليبيا فستحصل عائلاتنا على نفس الجنسية، الآن وبعد أن مات الكثير والكثير من السوريين في ليبيا أدركنا ان كل ذلك كانت أكاذيب.
يقول أحمد: عندما بدأ المسلحون السوريون في رفض الأوامر بالقتال، كان يأتي عدد من المقاتلين الليبيين المتحالفين مع حكومة الوفاق ويضربوننا.
يقول ذات مرة، عندما رفض سوري القتال، أطلق مسلح ليبي النار عليه في ساقه.
ويتزايد عدد السوريين اليائسين من مغادرة ليبيا يوما بعد يوم وذلك بسبب استمرار تركيا في مسلسل كذبها على المرتزقة عن طريق إقناعهم للبقاء لمدة شهرين أو ثلاثة أشهر فقط ، لكن مرت أكثر من ثلاثة أشهر عللك الوعود ولم يسمحوا لنا بالعودة إلى ديارنا.
في النهاية ، اضطر أحمد إلى دفع مبلغ 700 دولار أمريكي لقائده السوري للسماح له بالسفر إلى سوريا قائلا “كان هناك حوالي 100 سوريا أخرون منهم من دفع 500 دولار، والبعض 1000 دولار، من أجل الرجوع إلى بلادهم ولكن على متن طائرة مع القتلى والجرحى.