أقدمت الاستخبارات التركية على نشاط مثير للتساؤل حول أهدافه في هذا الوقت الحرج الذي تمر به ليبيا مؤخراً والنشاط الملحوظ للميليشيات في غرب ليبيا بعد أن استعان بهم رئيس حكومة الوحدة المنتهية ولايتها عبد الحميد دبيبة، للتصدي لقرار البرلمان الليبي بإنهاء ولاية حكومته وتعيين حكومة جديدة.
ونظمت السفارة التركية في ليبيا أمس الأربعاء، حفل إفطار جماعي لمهجري المنطقة الشرقية ما يعرفون بـ«أهالي مجالس شورى الثوار»، وذلك بمقر كلية العلوم الشرعية والإفتاء بتاجوراء.
ويأتي ذلك الإفطار بالتنسيق السفارة التركية لدى ليبيا مع وكالة تيكا المرتبطة بالمخابرات التركية، والذي تم تنظيمه بمقر كلية العلوم الشرعية والإفتاء بمدينة تاجوراء وهي أحد مقرات المفتي المعزول الصادق الغرياني.
وعبرت السفارة التركية عن دعمها بهذا الحفل الذي جاء بدعوة من السفير التركي لمهجري المنطقة الشرقية وهم ما يعرفون بـ(أهالي مجالس شورى الثوار) وتضامنا مع قضيتهم، والذي شارك فيه عناصر قيادية من الإخوان المسلمين بالمنطقة الشرقية.
وارتكبت مجالس شورى الثوار في ليبيا جرائم عدة والتي تشكلت من الميليشيات المصنفة كجماعات إرهابية في العديد لخوض معارك ضد الجيش الوطني الليبي.
وتستخدم تركيا الوكالة التركية للتعاون والتنسيق (تيكا) لتحقيق أهدافها في التوغل داخل المجتمعات، ونشر نفوذها في الدول العربية، قوتها الناعمة في ليبيا.
وبدأ نشاط الوكالة التركية في ليبيا منذ 2011، مع نهاية النظام السابق، مستغلة الفوضى العارمة التي كانت تعاصرها المنطقة في تلك الفترة، واخترقت «تيكا» بمشروعاتها المكثفة عدة مدن، منها طرابلس، وغدامس، ومصراتة التي تربطها علاقات استراتيجية مع تركيا، وإقليم فزان الجنوبي الذي يمثل بوابة الصحراء الكبرى، إضافةً الاهتمام بالأقليات العرقية، ومحاولة الأتراك اختراقهم لخدمة مصالحهم في البلاد.
