مؤسسة سلفيوم: صور تدريبات “داعش” بجنوب ليبيا محاولة سينمائية للإيهام بأنه مازال متواجداً

0
368

قيد انتشار الجيش الوطني الليبي في الجنوب من حركة تنظيم داعش في ليبيا، خصوصاً بعد أن وجه الجيش إليه ضربات موجعة باقتحام مواقعه والقى القبض على عدد عناصره.

ومؤخراً نشر تنظيم داعش في ليبيا صوراً لبعض تدريبات عناصره في دورة عسكرية بأحد الأماكن بالجنوب، للإيهام بأنه ما زال يتواجد في البلاد.

مؤسسة سلفيوم للدراسات والأبحاث، قدمت تحليلاً لصور تنظيم داعش، والتي وصفتها بمحاولة التنظيم إلى اللجوء لحل سينمائي لإظهار نفسه، بعد عدم قدرته عن الإعلان عن نفسه عبر عمليات نوعية.

وقالت المؤسسة في ملاحظاتها الأولية على الصور، إنه رغم حرص المكتب الإعلامي لتنظيم الدولة سابقاً على إظهار أعداد المنتسبين إليه، فإن أكثر عدد ظهر في ما أسموه الدورة العسكرية هو فقط 7 أشخاص بالإضافة للمصور.

وأضافت المؤسسة، ظهر بشكل لافت استخدام البندقية AK 103-2 في الصور وهو نوع متطور من الكلاشنكوف تم فيه استبدال الاخمص الخشبي بآخر بلاستيكي وهو نوع غير رائج بكثرة في المنطقة، وقد يكون تم تسريبه إلى ليبيا عير تركيا بعد صفقتها مع أوكرانيا.

ظهر واضحاً أن طبيعة الأرض والرمال البيضاء أقرب إلى الأرض الرملية القريبة من ساحل البحر منها إلى رمال الصحراء التي عادة ما تكون أكثر عمقاً.

كذلك نوع الأشجار التي ظهرت لا توحي أبداً بأن الموقع صحراوي، غير أنه تم ملاحظات أن الأرض أقرب للعشرية في الصور الليلية التي يظهر فيها عدد أكبر مما يؤشر أن التصوير صار في أكثر من مكان واحد.

ما ظهر أنه خياطة ملابس عبارة عن ماكينة خياطة صينية قديمة تم تغطية أجزاءها السفلية، وهو مؤشر أن الموقع ليس به مولد كهرباء واستخدام البطانية كسجاد في الخيمة في الصورة ذاتها يؤشر إلى فقر الموارد.

الصورة التي يظهر بها تدريب اقتحام يظهر عدم احترافية من في الصورة، وعدم وجود مبنى للاقتحام دليل على أن التدريب في مكان ليس به أي مبنى.

ظهور البيتزا كوجبة يتم إعدادها يؤشر إلى عدم الاستقرار، فطهي اللحوم على الحطب يحتاج وقت طويل نسبياً مقارنة بالبيتزا، التي يتم إعدادها وطهيها على الحطب على عجل، وهذا يؤكد أن المجموعة لا ترغب في البقاء لفترة طويلة في ذات المكان.

ميدان العنف الذي ظهر في الصور أنه لتدريب العناصر يظهر بجلاء أنه أقيم على عجل من أخشاب الأشجار التي ظهرت في صور أخرى وهذا يؤشر لفقر الموارد من ناحية ولاستعجال المجموعة وعدم رغبتهن في الإقامة طويلاً حتى لا يلفتوا الانتباه.

وذكرت المؤسسة إنه في شهري سبتمبر وأكتوبر ينتشر الصيادون الهواة بالقرب من الساحل وفي جولات صحراوية إما لاصطياد الطيور المهاجرة أو بحثاً عن الصقور، لذا فان تحرك سيارة دفع رباعي أو أكثر في هذه المناطق والإقامة في خيم لن يكون مريباً، ولعل اختيار من في الصور لهذا التوقيت للتصوير يؤشر إلى عدم قدرتهم على التحرك بحرية في غير هذه الأوقات لأن تحركهم سيكون مريباً وسيكونون هدف مباشر للجيش الوطني الليبي.

ظهور الساعات السوداء في أيدي من في الصور بأحجام وأشكال مختلفة تدل على عشوائية الظهور والإخراج وأن الفريق الإعلامي المعد للفيديو غير محترف وأنه نشره أيضاً يدل على فقر المواد والموارد، وأنهم فقط اكتفوا بالإيحاء القديم الذي يظهر الساعة كإشارة لموعد عملية قادمة.

في الصورة الليلية على النار يتوسط المجموعة شخصية تشبه أحد القيادات للجماعات الإرهابية التي كانت تنشط في درنة.

واستنتجت مؤسسة سلفيوم، من تحليليها، أنه ومنذ عملية بوابة أولاد مازق فشل التنظيم أن يحقق أي نجاح في أي عملية في الجنوب الليبي، بل أنه تلقى خسارة بعد أن حاول اقتحام موقع للجيش الوطني الليبي، لذا وبسبب عدم قدرته عن الإعلان عن نفسه عبر عمليات نوعية، لجأ إلي (حل سينمائي) لإظهار نفسه من خلال فبركة هذه الدورة في شكل فيديو.

وأشارت المؤسسة إلى أنه ومن الواضح جداً أن التصوير تم على عجل وربما فقط في يوم واحد أظهر عدم احترافية المقاتلين، وأنه لم يتم في معسكر ثابت به مولد كهرباء ومطبخ أو حتى ورشة خياطة، أو حتى مبنى، بل كان في العراء في موقع يمكن أن يكون أقرب للساحل، عكس ما حاولوا إثبات أنه في الجنوب.

وبالتالي فإن ما حاول التنظيم إظهار وجوده به سينمائياً في (ولاية ليبيا) ليس أكثر من محاولة غبية أظهرت بوضوح عجزه و ضعفه وعدم قدرته على القيام بعمليات نوعية بفضل انتشار الجيش في الجنوب الذي كان السبب الرئيسي في هذا العجز والضعف والشلل.