اشتباكات في العاصمة الليبية تؤكد أن سلطة الميليشيات هي الأقوى

0
298
سلطة الميليشيات
سلطة الميليشيات

سيطرت الميليشيات المتطرفة في ليبيا على مجريات الأمور في غرب البلاد، فعاثوا في مُدنها فساداً وقلبوا الحال من سئ إلى أسوأ، وإذا الوضع قبل تولي عبد الحميد الدبيبة مقاليد الحكومة لا يسر أحد، فإنه بعد وصوله للسلطة زاد مراراً، فلا مرتزقة طُردوا من البلاد، ولا نُزع من أيادي الميليشيات السلاح.

عبد الحميد الدبيبة، جاء من بعيد بانتخاب أعضاء الحوار السياسي الليبي، ممن تم اختيارهم ليكونوا مُمثلين لكل من فئات الشعب الليبي، ولكن حتى وصوله إلى السلطة في ذلك الوقت، شابته الشوائب، خاصة بعد مساعدة عمه علي الدبيبة له، رجل الأعمال، الذي وجهت له العديد من قضايا الفساد.

على الرغم من ذلك، كان تولي تلك الحكومة أملاً للكثيرين من أبناء الشعب الليبي، فوجدوا فيهم دماءاً جديدة للجسد الليبي الراقد في غرفة العناية، ينتظر من ينقذه بعد سنوات من الحروب، واستغل الدبيبة ذلك وأطلق وابل من الوعود، مما جعل أمل الناس يزيد فيه وحكومته، وظنوا فيهم خيرا.

وبعد مرور أشهر على وصول حكومة الوحدة الوطنية للسلطة في ليبيا، وبعيداً عن اخفاقهم الكبير في كل الملفات التي وعدوا بحلها تباعاً، إلا  أن الإخفاق الأكبر كان في ملف الأمن، فلم يتغير شيئاً منذ جلوسهم على كرسي السلطة، بل أن سطوة الميليشيات المسلحة وآمريها زادت وقويت شوكتها.

وما نطلق عليه اخفاق في الملف الأمني لعبد الحميد الدبيبة ورسوب في اختبار نزع السلاح من الميليشيات، يمكن أن نطلق عليه بشكل أدق “تواطؤ”، فما نراه الآن هو أن رئيس الحكومة بدلاً من التطرق لنزع سلاحهم ودمج عناصرهم بالمؤسسات الأمنية الليبية، استقوى بهم ورافقوه في الجولات الميدانية لتأمينه وحراسته.

ومساء أمس الجمعة، وقعت اشتباكات مسلحة، بين ميليشيا 301 التابعة لوزارة الدفاع بحكومة الوحدة، وميليشيا قوة دعم مديريات الأمن بالمناطق التابعة لوزارة الداخلية، أثناء محاولة الأولى اقتحام مقر الأخيرة، بمنطقة طريق المطار جنوب طرابلس.

ميليشيا 301، هي إحدى الميليشيات الليبية، وآمرها المدعو عبد السلام الزوبي، وهو ميليشياوي خطر، كانت له مواقف لا يمكن نسيانها، فكان أحد أكبر المؤيدين للتدخل التركي في ليبيا، ووصفه بـ”الدعم التركي”، وكان الداعم الأكبر لفتجي باشاغا، وزير داخلية حكومة الوفاق والمحرك الرئيسي لميليشيات ليبيا وبالتحديد مصراته.

ظهر عبد السلام الزوبي، في عدة جولات رفقة عبد الحميد الدبيبة، ليؤكد أن الدبيبة لا يوجد في نيته على الإطلاق التخلص من تلك الميليشيات التي تهدد أمن ليبيا واستقرارها، بل أنه بالفعل يستقوى بهم ويعتبرهم جزءاً هاماً من نظامه وأماناً لبقاءه على رأس سلطة ليبيا .