موالي للأتراك ورفيق للميليشيات.. لماذا أعاد الرئاسي الليبي النمروش للواجهة؟

0
408
محمد المنفي _ صلاح النمروش
محمد المنفي _ صلاح النمروش

تَدور الدائرة في ليبيا دورة كاملة، عكس ما يحدث في كل مكان في الأرض، فمن المعروف أن الدائرة تدور ليتبدل الأمر من حال إلى حال، إلا في الأراضي الليبية، تدور لتعود الأمور لما كانت عليه في السابق، خاصة إذا كانت الميليشيات والمرتزقة هم من يتحكمون في مجريات الأمور ويسيطرون على رؤوس السلطة وقراراتهم.

ذَهبت حكومة الوفاق برجالها وزبانيتها ومجلسها الرئاسي، وظن الجميع أنه ذهاب بغير رجعة، خاصة بعد أن أفرز ملتقى الحوار السياسي الليبي، بمشاركة كل أطياف ليبيا، حكومة ومجلس رئاسي جديدين، ولكن دائماً ما تأتي الرياح بما لا تَشتهي السفن، ذهب اسم “الوفاق” بحكومته ومجلسه الرئاسي، وجاءت حكومة ومجلس آخرين، يتطابقان معها في كل شئ إلا الاسم.

تلك الوجوه التي اختفت برحيل فائز السراج عن السلطة الليبية، أراحت لفترة وجيزة الليبيين من طَلتها التي لطالما ارتبط ظهورها بكوارث وأزمات وصراع عسكري وسياسي، ظهرت من جديد على الساحة، بنفس الوجوه والنوايا، مع اختلاف القادة ورؤوس السلطة، فبعد غياب دام لأشهر، ظهر مُجدداً المدعو صلاح النمروش، وزير دفاع فائز السراج.

ظهور “النمروش” لم يكن ظهوراً عادياً، فبعد تلك المدة من الغياب، يبدو أنه كان يتواصل باستمرار مع الأتراك، الذي كان يآتمر بأمرهم في فترة عمله كأحد قادة حكومة الوفاق الموالية للرئيس التركي رجب طيب أرودغان، حيث ظهر صلاح النمروش، مُرتدياً بدلة عَسكرية، بعدما تداولت أنباء عن وجود ضغط تركي لتوليه آمر لمنطقة عسكرية وهو ما تم الاستجابة له على الفور.

صلاح النمروش، ضابط “المشتريات” في عهد الزعيم الليبي الراحل معمر القذافي، وأحد المُناصرين له ولحكمه خلال فترة توليه رئاسة ليبيا، أكبر إنجازاته بعد سقوط هذا النظام هو مولاته للأتراك والعمل تحت إمرتهم بامتياز، يعود الآن للواجهة ولكن من بوابة مجلس “المنفي” الرئاسي وحكومة الدبيبة المؤقتة، ليقول بصوت عالٍ: “لم يتغير شئ إلى الآن سوى أسماء من هم في السُلطة”.

تفسيرات عِدة يمكن ذكرها في ظهور شخصيات شديدة الخطورة، على الرغم من مواقفها السابقة والداعمة وبقوة لاستمرار تواجد القوات الأجنبية في أوطانها ودعمها المُطلق لقوى مُعتدية مُحتلة لبلادها، وعلى رأسهم النمروش، أبرزها هو سيطرة تركيا حتى الآن على كل شئ في غرب ليبيا، بما في ذلك القائمين على السُلطة هناك.

أما التفسيرات الأخرى فيمكن الوصول إليها بسهولة، فلا يَغفل أحد العلاقات القوية بين صلاح النمروش ومن على شاكلته، وقادة الميليشيات المسلحة التي تهدد أمن ليبيا العام واستقرارها، فبعيداً عن الضغوط التركية على المجلس الرئاسي والحكومة الحاليين، يخشى هؤلاء من غضبة الميليشيات، ويخشون من حصار آخر كما حدث للمنفي ومجلسه في مقرهم.

صلاح النمروش لعب دوراً أساسياً وهاماً ومحورياً في استقبال مرتزقة أردوغان في غرب ليبيا، فتح أبواب ليبيا الغربية للمحتلين والمعتدين، فلم يتأخر يوماً عن نداء الأتراك، حتى أنه فضل مصلحة أردوغان الصُغرى على مصلحة وطنه العليا، فلعنه التاريخ هو وأمثاله.