عبدالحميد دبيبة “بائع الوهم” في ليبيا

0
340
البلديات الليبية

بائع الوهم، هكذا بدا رئيس حكومة الوحدة الوطنية عبدالحميد دبيبة، منذ توليه السلطة المؤقتة، قبل 5 أشهر، بعد اختياره من ملتقى الحوار السياسي.

كانت أولى وعود دبيبة بحل مشكلة الكهرباء في ليبيا، وأكد أنه خلال 10 أشهر على الأكثر ملتزم بحل مشكلة الكهرباء في ليبيا وهذا وعد وأعلن التزامي بالتوقيع على إقرار بما أملكه ماديا من باب الشفافية ومستعد للمحاسبة.

الأمر كان مجرد كلام، فانقطاعات التيار الكهربائي لم تنتهي، وخطوط التيار خرج الكثير منها عن الخدمة، بسبب السرقات ومنع وصول الوقود، وما زال دبيبة مصراً على أن حكومته قادرة على التحرك في مختلف أنحاء ليبيا.

وزعم دبيبة، أمام المجتمع الدولي، أن برنامجهن قائم على التنقل والعمل في مختلف المدن وملتزمون بمبدأ الشفافية ومستعدون للمساءلة في أي وقت، لكن على الأرض، رفض زيارة بنغازي وأجل زيارته لها منذ أبريل الماضي. 

الدبيبة نفسه، أكد على سيادة ليبيا على كافة أراضيها، لكنه غض البصر عن تصريحات وزير الدفاع التركي الأسبوع الماضي، عن بقاء قوات بلاده في غرب ليبيا، ولم يتخذ أي إجراءات لحصر السلاح في يد الدولة، بل تعاون مع الميليشيات وعين قاداتها وكلاء وزارات ومسؤولين وحراس شخصيين له.

وقبل أسبوع، أعلن رئيس الحكومة المتخبط قراراً بفرض حظر التجوال في ليبيا مع الإبقاء على منع التجمعات بسبب الإجراءات الاحترازية لفيروس كورونا، غير أنه أقام احتفالية أمس، الجمعة، في اليوم العالمي للشباب، متغاضياً عن قراراته، والتي سبق وأن خالفها بافتتاحه مطعماً.

 

وفي احتفالية باليوم العالمي للشباب، تباهى دبيبة بحضور محافظ المصرف المركزي، الصديق الكبير، ورئيس ديوان المحاسبة خالد شكشك، وكلاهما عليه شبهات فساد، حيث تؤكد تقارير تورط الكبير في تهريب الأموال إلى تركيا، وتمكين جماعة الإخوان من بيت مال الليبيين. 

قال دبيبة خلال كلمته، إنه اعتباراً من شهر سبتمبر من سيأتي بعقد الزواج سيحصل على دعم الحكومة ويأخذ حصته بإجمالي مليار دينار، وسنزوج 50 ألف شاب وشابة، وتخصيص مليار و700 دينار حالاً للقروض السكنية، واللي عنده قطعة أرض يبني، وهذه ليست منحة الدبيبة إنما خيراتكم وخيرات بلادكم، ومن يملك فكرة مشروع سنموله”.

واستطرد: “الدولار هينزل، ومحافظ مصرف ليبيا المركزي وقف مع هذه الحكومة في هذه المرحلة الصعبة ولابد من شكره هو وخالد شكشك رئيس ديوان المحاسبة، وسنجتمع معه يوم الإثنين لدراسة وضع صندوق بمبلغ 12 مليار دينار لتمويل مشروعات الشباب، ولا يمكن أن أسمح بحرب مرة أخرى، وأريدكم أن تعيشوا حياة كريمة، أنتم أولادنا، وكثير يتربصون بكم كوقود للحرب”.

وتابع: “لقد سعينا إلى اتخاذ جملة من القرارات لدعمكم، للمشاركة في الحياة الاقتصادية والسياسية والثقافية، وإعداد برامج لتحفيزكم وتطوير مهاراتكم، ومنذ اليوم الأول لاختيارنا في حكومة الوحدة الوطنية عقدت العزم على إنشاء وزارة للشباب، لتكون أول وزارة شباب في تاريخ ليبيا الحديث”.

وهو ما ردت عليه عضو ملتقى الحوار السياسي أم العز الفارسي، بأن وعود حكومة دبيبة زائفة، داعية لإجراء الانتخابات البرلمانية والرئاسية المباشرة والمتزامنة في 24 ديسمبر المقبل.

وقالت الفارسي، عبر فيسبوك: “حكومات تشعر بأنها تمنح الشعوب من جيوبها، وتهبهم من إرث أجدادها، وشعوب تبدي البهجة والامتنان لهذه الوعود وتصفق وتهتف لها، حتى وأبسط حقوقها مهدورة”.

ورأت عضو ملتقى الحوار السياسي أن هذه علاقة جدلية لا تقيم دولة ولا تصنع استقرارا، وأنها أوهام لطالما ذهبت نثراً مع الريح، مؤكدة أن الكهرباء والسيولة والسلامة أولويات المرحلة، مردفة: “أي قروض لم تمنح حتى لمن دمرت الحرب بيوتهم وما زلوا ينزفون؟ اتقوا الله وأعدوا العدة”.