اعتقال إعلامي في طرابلس الليبية على خلفية التحشيد للتظاهر ضد البنك المركزي

0
492

  اعتقلت جماعة مسلحة صباح يوم السبت الإعلامي الليبي – أحمد السنوسي – بعد أن خرج الأخير في بث مباشر على حسابه في الفيسبوك أمام البنك المركزي في العاصمة الليبية طرابلس، وطالب متابعيه بتأجيل المظاهرة دون أن يذكر الأسباب.

يُرجح البعض أن السنوسي قد أجل موعد المظاهرة لعدم حضور متظاهرين، حيث خرج وحيدا في البث المباشر. 

وبعد ساعة من خروجه في البث، كتب السنوسي منشور قصير يفيد فيه احتجازه لدى الأمن الخاص بحماية مصرف ليبيا المركزي. وبعد ساعتين من ذلك، نشر السنوسي قائلاً: “أنا عند السيد لُطفي الأحراري نتناقش في بعض الأمور”. 

مضيفاً: “الموضوع فقط تهدريزة (دردشة) وقهوة ودخان” الأمر الذي تسبب في موجة سُخرية بين تعليقات متابعيه. أُطلق سراح السنوسي بعد توقيفه لبضع ساعات، مؤكداً ذلك في مساء نفس اليوم في منشور له.

يترأس الأحراري، وهو قيادي في جماعة أبوسليم المسلحة، منصب رئيس الأمن الداخلي منذ نهاية العام الماضي، بعد أن تم تكليفه مباشرة من رئيس الوزراء السابق فائز السراج المُنصّب من قبل بعثة الأمم المتحدة. 

لم تعلق أي جماعة عن الموضوع حتى الآن.

ويقع البنك المركزي تحت حماية قوة مسلحة بمسمى – قوة الردع الخاصة ذو التوجهات الإسلامية – وتتخذ من مطار معيتيقة العسكري موقعاً لها، بالإضافة إلى سجن. القوة تقول إنها تتبع وزارة الداخلية ولكن عناصرها يرتدون الزي العسكري.

السنوسي، وهو مقرب من رجل الأعمال حُسني بي المالك لمجموعة اتش بي التجارية، نشر منذ يومين على صفحته مطالباً متابعيه بالتظاهر يوم 31-7 أمام مبنى مصرف ليبيا المركزي في وسط المدينة ”من أجل توزيع فلوسنا بالتساوي“، على حد قوله.

كما طالب متابعيه، ويصل عددهم في صفحته المعرفة بالعلامة الزرقاء على موقع الفيسبوك إلى أكثر من 100 ألف، “أن ينقذوا منظومتنا البنكية وتفادي الانقسام السياسي من جديد”. 

”ليس من المعقول أن يشتري أغنياء البلد الدولار ب 4.48 والفقراء أعلى من خمسة دينار,“وهو ما أضافه السنوسي الذي يقدم برنامج – فلوسنا – على قناته في موقع اليوتيوب ويناقش فيه قضايا تخص الوضع المالي والاقتصادي في ليبيا.

وطالب الرياضي الليبي في لعبة الملاكمة – مالك زناد-، الذي مولته مجموعة اتش بي في بعض المنازلات، منذ يومين على صفحته أيضا ”طرد صديق الكبير“ محافظ البنك المركزي بسبب سوء الأوضاع المعيشية. قام زناد بحذف المنشور بعد عدة تعليقات تنتقد تدخله في السياسة. 

في شهر مارس/ آذار خلُص إجتماع مجلس إدارة البنك المركزي المنقسم بين الشرق والغرب في البلاد إلى تعديل سعر صرف الدنيار بقيمة 4.48 دينار ليبي مقابل 1 دولار فقط. انخفاض قيمة الدينار الليبي هي نتيجة الفوضى والانقسام السياسي وسلطة المطلقة للجماعات المسلحة منذ سقوط نظام الزعيم الراحل معمر القذافي في عام 2011.

ولا تتوفر العملات الاجنبية الصعبة في المصارف التجارية بل في السوق الموازي الذي تتم تداولات سعره اليومي في سوق المشير للعملة والذهب في المدينة القديمة خلف مبنى البنك المركزي، يتراوح سعر الدولار الواحد ما قيمته ٥ دينار ليبي حالياً.

كما طالب السنوسي، والذي يُقدم نفسه كصحفي متخصص في الاقتصاد، بفتح المقاصة ليس فقط بين الشرق والغرب، ولكن بين المصارف التجارية داخل طرابلس، كان السنوسي أحد العملاء لدى شركة تداول خاصة يمتلكها – مصطفى شقلوف – وهو قيد الاعتقال لدى قوة الردع. 

واتفق رجل الأعمال حُسني بي في بث مباشر هو الآخر مع السنوسي، قائلاً: ”أن (إيقاف) المقاصة هي مضرة للمواطن والوطن وأنها كارثة“، ”وأنا أتفق مع صديقي ورفيقي السنوسي“ بحسب قول حُسني بي.

وتعيش ليبيا، العضو في منظمة الأوبك، أوضاع اقتصادية هشة وصلت إلى حد تأخر المعاشات الأساسية إلى أكثر من ثلاثة أشهر، ونقص السيولة وتوقف مشاريع التنمية وعدم التنوع الاقتصادي.

في أغسطس/ آيار من العام الماضي، أطلقت جماعة النواصي المسلحة النار الحي على متظاهرين من الشباب في وسط طرابلس كانوا يطالبوا برحيل المحافظ الصديق الكبير على خلفية تردي الأوضاع المعيشية.

تم تنصيب الكبير، المقرب من جماعة الاخوان المسلمين، كمحافظ للبنك المركزي في أكتوبر/ تشرين الأول عام 2011 ولا يزال في منصبه بالرغم من عدة مطالبات بتنحيته وكانت الأخيرة عندما نصب البرلمان الليبي بداية عام 2018 السيد- محمد شكري- بدلاً له ولكن لم ينفذ القرار حتى الآن بسبب الانقسام وسيطرة الجماعات المسلحة على العاصمة المقربة من الكبير.