خطوة سياسية حاسمة وهامة، اتخذها الرئيس التونسي، قيس سعيد، أمس الأحد، بإعلانه إعفاء رئيس الحكومة هشام المشيشي، وتجميد عمل اختصاصات مجلس النواب ورفع الحصانة البرلمانية عن أعضاء المجلس وتوليه السلطة التنفيذية بمساعدة حكومة يرأسها، ولاقت ترحيباً شعبياً كبيراً، واحتفل التونسيون بالآلاف في الشوارع بتلك الخطوة.
تونس ذات الحدود المشتركة مع ليبيا، كانت ومازالت وستظل جزءاً لا يتجزأ من أمنها القومي، ظلت لسنوات عضواً فاعلاً في الأزمة الليبية، وكان لإخوان تونس دور لا يمكن إغفاله في دعم حلفاءها في الأراضي الليبية، من خلال تسهيل عمليات النقل للوجستي لميليشياتها التي تسيطر على العاصمة طرابلس، فضلاً عن الدعم السياسي الكبير الذي قدمه رئيس مجلس النواب راشد الغنوشي لحلفائه داخل الجارة ليبيا.
قرارات الرئيس التونسي الأخيرة، سيكون لها وقعاً كبيراً على الأوضاع في ليبيا، وسيكون تأثيرها على جماعة الإخوان كارثياً باعتبار أن تونس كانت أكبر معاقلهم المُتبقية بعد الإطاحة بهم من مصر والتصدي المستمر لهم في ليبيا، وستضيق الخناق عليهم وتضعهم في حِصار قوي، خاصة وأنهم سيفتقدون كل هذا الدعم القادم من تونس.
حال إسقاط حركة النهضة في تونس، سيكون إخوان ليبيا في حالة يرثى لها، فستفتقد أجنحتهم المسلحة التي تسيطر على غرب البلاد، للإمداد اللوجستي القادم من تونس، فضلاً عن توقف تسهيل مرور المرتزقة الذين ترسلهم ليبيا عبر تونس، وإمدادات السلاح والعتاد العسكري المستمرة التي ساهمت في مجهود ميليشيات الحربي على مدار سنوات للسيطرة على الحكم.
الخطوة التونسية سيكون لها تأثير كبير على العلاقات التركية التونسية، في ظل وجود الرئيس التركي رجب طيب أردوغان على رأس الحكم، بل من الممكن أن يصل الأمر للعداء مثلما حدث مع مصر بعد الإطاحة بجماعة الإخوان من رأس السلطة، خاصة وأن تقارير تم نشرها في وقت سابق حول استخدام مطارات تونس من الجانب التركي لنقل الأسلحة والمتطرفين في ليبيا.
الإخوان في ليبيا يعلمون جيداً خطورة قرارات الرئيس التونسي على وضعهم، فبعد دقائق من إعلان قيس سعيد قراراته، خرج رؤوس الجماعة في الأراضي الليبية لينتقدوا تلك الخطوة ويصفوها بأنها انقلاب على الشرعية والسلطة، وهي نفس الكلام التي رددوها لسنوات بعد الإطاحة بنظام الإخوان من مصر.
وكشفت تقارير عن أن قيادات جماعة الإخوان في ليبيا ومنذ إعلان قيس سعيد إحاطته بالإخوان، عقدوا اجتماعات طارئة مستمرة لمناقشة الأوضاع الكارثية الجديدة التي تهدد وجودهم، وأعلنوا حالة الاستنفار داخل معسكرات ميليشياتهم وأجنحتهم العسكرية، وأجريت عدة اتصالات بين قادة الجماعة في ليبيا وتونس لدراسة الوضع.
وفي تغريدة له عبر موقع تويتر، رفض رئيس المجلس الاستشاري، التابع لجماعة الإخوان المسلمين، خالد المشري، قرارات الرئيس التونسي، قيس سعيد، إلا أن المواطنين في ليبيا، شنوا هجوماً قوياً ضده عبر وسائل التواصل الاجتماعي، ووصفوه وتنظيم الإخوان بأكبر المنقلبين على الشرعية في البلاد.
- البعثة الأممية لدى ليبيا تطلق استراتيجية لإشراك الشباب
- ليبيا.. مصادرة 19 ألف قرص مخدر خلال مداهمة في تاجوراء
- حكومة الوحدة: تخصيص 90 مليون دينار للمتضررين في زليتن
- النيابة الليبية: حبس مسؤولين بفرع صندوق الضمان الاجتماعي سهل جفارة
- توافق عربي على ضرورة الإسراع بإجراء الانتخابات الليبية.. متى تتم؟
- 10 سنوات على عملية الكرامة.. يوم أعاد الجيش الليبي للشعب وطنه
- في الذكرى الـ10 لعملية الكرامة.. حفتر: نتمسك بوحدة ليبيا والعيش تحت راية الديمقراطية
- في الذكرى الـ10 لعملية الكرامة.. رئيس مجلس النواب: الجيش الليبي أنقذنا من الفوضى والإرهاب
- “المنفي” يبحث مع الأمين العام للأمم المتحدة سبل دفع العملية السياسية بليبيا