8 سنوات مضت، على أحداث السبت الأسود، يوم سالت دماء الليبيين في شوارع بنغازي، ليس لشيء سوى أنهم طالبوا بخروج المتطرفين من ديارهم، وتسليم مقارهم لقوات الجيش الوطني.
في 8 يونيو 2013، بكت ليبيا 40 شهيداً وطيبت بجسدها المنهك 154 جريحاً، مازالوا يتذكرون ويلات هذا اليوم، حين خرج الإرهابي وسام بن حميد، هو وزبانيته، يطلقون الرصاص العشوائي في بودزيرة، أمام مقر تمركزهم.
الأمر لم تكن له تداعيات في الداخل الليبي فقط، بل طالبت منظمات دولية بضرورة محاسبة المتورطين، وطالبت منظمة هيومن رايتس ووتش السلطات الليبية بإجراء تحقيق سريع وشامل في تلك المجزرة.
مشاهد تلك اللحظات لم تنسى من ذاكرة الليبيين، يحكي شهود عيان، إن المتظاهرين حين ذهبوا أمام المعسكر وطالبوا قيادته بالخروج وتسليم أسلحته للجهات الرسمية، لكن وبعد تداولات لعدة ساعات أمام مقر الكتيبة خرج بعض من المسلحين وفتحوا النار بطريقة عشوائية صوب المتظاهرين الذين لم يكن لهم لا حول ولا قوة لصد تلك الرماية”.
ووفق شهادات نشرتها مواقع ليبية، في الأعوام السابقة، لقد كان المشهد مرعباً والجثث صارت ملقاة على الطريق لعدة ساعات دون أن يستطيع أحد الاقتراب منها، فاتجه بعض المتظاهرين إلى داخل منتزه بودزيرة للاختباء لساعات كي يتسنى لهم النجاة من كثافة النيران، إلا أن الرماية لم تتوقف والطريق أصبحت خاوية تماماً من المارة لساعات طويلة. ساعات والمتظاهرين لايزالون محاصرين داخل المنتزه حتى تدخلت القوات الخاصة الصاعقة للفصل بينهم.
وقتها خرج المتظاهرون من مخابئهم ووصلت سيارات الإسعاف تصل تباعاً لنقل جثث الضحايا، وماهي إلا لحظات حتى حدث تبادل إطلاق نار مباشر بين عناصر الدرع وأفراد القوات الخاصة. استمر الوضع هكذا حتى تمكنت الصاعقة من طرد عناصر “درع ليبيا1” من المقر.
وآن ذاك، طلب المؤتمر الوطني العام برئاسة محمد المقريف، وتحديداً يوم 9 يونيو، من مكتب النائب العام بفتح التحقيق في المجزرة، لكن لم يعلن عن أي نتائج حول المجزرة، كما أصدر مرسوما يقضي بقبول استقالة رئيس الأركان العامة آنذاك اللواء يوسف المنقوش وتوجيه الأمر لحكومة زيدان باتخاذ كافة الإجراءات اللازمة، بما في ذلك استخدام القوة لإغلاق كافة الدروع والتشكيلات المسلحة.
اختفى وسام بن حميد عن الأنظار في بنغازي، لكنه عاد من جديد إبّان المواجهات مع الجيش الوطني الليبي مع انطلاق عملية الكرامة في مايو 2014 ضد الجماعات والمليشيات الإرهابية، لقيادة تشكيل يضم كافة جماعات العنف والتطرف تحت مسمى “مجلس شورى ثوار بنغازي” والذي كان حليفا لتنظيم “داعش” الإرهابي، ليقتل بعد معارك استمرت لسنوات على يد الجيش الليبي، متأثرًا بجراحه في 6 ديسمبر 2016.
وغداة ارتكاب المجزرة طالبت منظمة هيومن رايتس ووتش السلطات الليبية آنذاك بإجراء تحقيق سريع وشامل في الاشتباكات العنيفة التي وقعت في بنغازي يوم 8 يونيو 2013 وإنه يجب على السلطات أن تحاسب المسؤولين عن مخالفة القانون.
وفي الذكرى السوداء، ننشر الإحصائية الكاملة بأسماء ضحايا تلك المجزرة، وهم:
1- عبدالله صالح الفيتوري
2- يونس رجب العريبي
3- طاهر رمضان مفتاح الشطشاط
4- محمد فتحي البرعصي
5- محمود ونيس علي الهوني
6- هاني علي عبدالسلام العقوري
7- محمد محمد البرغثي
8- عبدالسلام مصطفى العوامي
9- أنور عبدربه القطراني
10- عمر مصباح الطيب العقوري
11- مصطفى أحمد التواتي
12- نور الدين عياد الفسي
13- فرج بوعجيلة عبدالنبي البرعصي
14- منصور محمد بلعيد زوبي
15- معتصم بالله محمد قريرة
16- سالم السيد المنفي
17- وهبي حميد أنور
18- علي عاشور عوض
19- هدية أمحمد أمحمد
20- عبدالعزيز ناصر مصطفى البرغثي
21- عادل سعيد عثمان البركي
22- فراس شعبان محمد
23- منعم صالح جبريل العريبي
24- محمود بالقاسم العرفي
25- عبدالمنعم إبراهيم حسونة
26- علي جمعة الغزاني
27- عبدالعزيز عبدالله سليمان القطعاني
28- إدريس محمد سالم
29- إبراهيم المهدوي
30- سالم سعد محمد العبيدي
31- إبراهيم فرج يونس المهدي
32- إدريس محمد سالم الكيلاني
33- يونس رجب يونس
34- عبدالسلام جمعة أحميدة محمد
35- عبدالعزيز ناصر البرغثي
36- عبدالسلام مصطفى سعد
37- عمر علي بوفراج ماضي
38- محمد بالقاسم محمود العرفي
39- عبدالله عبدالسلام العجيلي
40- سالم علي الفيتوري
- ليبيا.. افتتاح نقطة لتعبئة غاز الطهي للمرة الأولى في سرت قريبا
- ليبيا.. تراجع ملحوظ في درجات الحرارة خلال الساعات القادمة
- “خارجية الوحدة” تبحث تعزيز التعاون بين ليبيا والولايات المتحدة
- رئيس مجلس النواب الليبي يدعو أعضاء البرلمان لجلسة رسمية الإثنين المقبل
- ليبيا.. أكثر من مليون و84 ألف شخص يسجلون بقرعة الحج