قتل وسَبي ومذابح للأطفال والسيدات والشيوخ، تاريخ مُلطخ بالدماء يَفخر به الأتراك ويتباهون به في مسلسلاتهم وأعمالهم السينمائية، ويروجون له على أنه بطولات أجدادهم الطغاة، فبعد مرور عشرات السنوات على مذابح الأتراك ضد الأرمن ممن كانوا يسكنون في أراضي العثمانيين، اعترفت الولايات المتحدة الأمريكية بتلك المذابح على أنها جرائم إبادة جماعية.
وعلى الرغم من محاولات الأتراك لتغيير الصورة التي تنبه العالم لها مؤخراً، بأن الأرمن كانوا أحد أيادي الخيانة التي حاولت إسقاط دولة آل عثمان الطاغية، إلا أن كل محاولاتهم فشلت خاصة بعد أن انتهج العثمانيون الجُدد والمُتمثلين في السلطة التركية الحالية برئاسة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان نفس نهج الأجداد في الظلم والقتل والطغيان.
مجازر الأتراك العثمانيين وظلمهم لم يقتصر على الأرمن فقط، بل امتدت أيادي ظلمهم إلى كل الأماكن التي سيطروا عليها سيطرة كاملة ضمن دولتهم في تلك الآونة، وطال بطشهم كل من حاول الاعتراض على “الإتاوات” التي كانوا يفرضونها على ما أسموهم بـ “رعاياهم” وهي في الحقيقة أصحاب الأرض.
ثورة غريان
ففي نفس الوقت وفي مكان آخر من العالم، في قلب أراضي العرب، كان العثمانيون يقفون أمام كل محاولات الشعب الليبي للتخلص من بطشهم، ومن الضرائب التي فرضونها عليهم عنوة مقابل ما أسموه بـ”الحماية”، إلا أنهم كانت “إتاوة” يَفرضها كل مُحتل على أصحاب الأرض لإضعافهم والنيل منهم وإحباط أي محاولة للإطاحة بهم.
وفي يوليو عام 1803، أعلن أهالي غريان الليبية، رفضهم دفع الضرائب المفروضة عليهم من قبل المحتل التركي العثماني، فأرسل الوالي التركي، أمين الخزانة أحمد آغا الخازندار مع مجموعة من رجاله إلى غريان، فتصدى أهل غريان لظلمهم وقتلوهم جميعا.
حينها قرر يوسف الباشا الوالي التركي، الانتقام لقتلاهم، ولكسر شوكة أهل غريان التي تصدت لظلمهم، فأرسل آلاف الرجال إلى المدينة لقتل من وصفهم بـ”المتمردين”، فقلتوا زعيم الثورة الليبية وقتها، الشيخ عبد الكافي، و800 من أهالي غريان.
ولكي يضمن الأتراك إطفاء الثورة ضدهم في غريان، قرر الوالي التركي فرض غرامة كبيرة قُدرت بـ 50 ألف جنيه استرليني، على من تبقى من أهل المدينة وبقى على قيد الحياة، وأجبروهم على بقاء على قوات تركية في المدينة على أن يدفع الأهالي رواتب هؤلاء الجنود.
مذبحة الجوازي
وبعد مرور عدة سنوات، وبالتحديد في 5 سبتمبر عام 1817، ارتكب الأتراك واحدة من أبشع المجازر على الإطلاق ضد قبيلة الجوازي في مدينة بنغازي، وخلفت آلاف القتلى والجرحى.
بدأت المذبحة، بدعوة “الباشا” الولي التركي، لـ 45 من مشائخ قبيلة الجوازي، إلى قلعته في بنغازي، وفور دخولهم أمر الباشا بقتلهم جميعا، دون رحمة أو شفقة.
وبعد أن احتج أبناء القبيلة على مقتل ساداتهم ومشائخهم، رفضوا دفع الضريبة للأتراك، وهو ما دفع الولي التركي لقتل الآلاف منهم.
فهل تعترف الولايات المتحدة الأمريكية والمجتمع الدولي بمجازر الأتراك في ليبيا؟