لا يزال يتلقى الرئيس التركي رجب طيب أردوغان هجوماً واسعاً داخل تركيا، بسبب سياساته المستفزة في المنطقة وخاصة في ليبيا وشرق البحر المتوسط، والتي دفعت الكثير من الدول الأوروبية إلى التلويح بفرض عقوبات على أنقرة ما يؤثر على الوضع الاقتصادي.
وانتقد رئيس حزب العمال التركي “إرجومنت أكدنيز” سياسات الرئيس التركي في ليبيا، مشيراً إلى أن الوقوف مع الصراعات الاستعمارية في المتوسط وليبيا لا يخدم مصلحة الشعبين التركي والليبي.
وجدد “أكدنيز” في تصريحات صحفية موقف حزبه المضاد للتدخل الأجنبي في ليبيا وإرسال القوات التركية إليها؛ مشيراً أن مصير هذا البلد الشمال أفريقي يجب أن يتم تحديده من قبل الشعب الليبي.
وهاجم “أكدينز” السياسة الخارجية لحزب العدالة والتنمية الحاكم والذي يتزعمه الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، مشيراً أن هذه السياسيات لم تجلب الاستقرار إلى ليبيا.
واتهم حكومة بلاده بتجريم الهجرة الجماعية من ليبيا في الظاهر، واتخاذها كأساس لإرسال قوات إلى هناك في الباطن، مضيفا أن من يقومون بهذه التصرفات لا يمتلكون الضمير والإنسانية متهما الميليشيات التابعة للمجلس الرئاسي لحكومة الوفاق المدعوم من تركيا بالتورط في جرائم تهريب المهاجرين غير الشرعيين واختطاف بعض منهم ومطالبة ذويهم بدفع الفدية في مقابل إطلاق سراحهم.
وعلق رئيس الحزب التركي أنه مصر هو وأعضاء حزبه على رفضه لأي تمديد لمهام القوات التركية في ليبيا، مصمماً على حشده الأتراك ضد لأنه يعني ببساطة تخصيص جزء من مخصصات ميزانية العام القادم لتمويل التطلعات الاستعمارية، يؤثر على الموارد اللازمة لمكافحة فيروس كورونا وتوفير القوت للشعب التركي.
ومنذ أن أعلن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان نيته إرسال قوات تركية إلى ليبيا في نوفمبر من العام الماضي، وهناك رفض داخلي من أغلب أحزاب المعارضة لهذا القرار، الذي أثار الجدل لشهور عديدة بالرأي العام التركي لكونه يزج بتركيا في مستنقع جديد بعد تورطها في الحرب بسوريا.
وفي شهر يونيو الماضي، جدد كمال قليجدار أوغلو، زعيم المعارضة التركية، انتقاده للتدخل التركي في ليبيا، مشيرا إلى محاولات نظام الرئيس رجب طيب أردوغان إخفاء ما تتعرض له القوات التركية من خسائر في هذا البلد الشمال أفريقي.
وسأل قليجدار أوغلو زعيم حزب الشعب الجمهوري، حينذاك موجها حديثه لأردوغان،: “لماذا الانخراط في صراع لا علاقة لنا به، ما الذي سيعود علينا؟”.
ومنذ يناير الماضي، وينخرط النظام التركي في دعم الميليشيات التابعة لحكومة الوفاق الليبي، بإرسال المعدات العسكرية وآلاف من المرتزقة السوريين، ما دفع عددا من الأحزاب السياسية التركية إلى توجيه انتقادات شديدة له.