لا تزال قضية استهداف اللاجئين بالعاصمة الليبية طرابلس تثير الجدل، مع حالة الفوضى الأمنية التي يشهدها الغرب الليبي مع انتشار الميليشيات المسلحة وسيطرتها على المؤسسات الحاكمة، حيث قتل أول أمس طالب لجوء إريتري وسط العاصمة على يد مسلحين مجهولين.
وأدان منسق الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية في ليبيا يعقوب الحلو، مقتل طالب اللجوء الإريتري الذي يبلغ من العمر 15 عاماً في مركز إيواء في العاصمة طرابلس ، مطالباً حكومة الوفاق بإجراء تحقيق كامل في هذه الحادثة وتقديم الجناة إلى العدالة ومحاسبة المسؤولين عن هذه الجريمة.
ولفت الحلو في بيان صادر عنه صباح اليوم الخميس، أن الحادثة وقعت في الساعات الأولى من صباح الثلاثاء حيث دخلت مجموعة من ستة رجال يحملون عصياً معدنية ثقيلة ومسدساً إلى المبنى الواقع في منطقة قرقارش، وبدؤوا في إطلاق النار داخل المأوى، مما أدى إلى مقتل طالب اللجوء وإصابة اثنين آخرين بجروح في الرأس.
وكانت المفوضية العليا للأمم المتحدة للاجئين قررت في نهاية يناير الماضي، تعليق عملياتها في “مركز التجميع والمغادرة” بعدما لاحظت أنه تم بناء أرض للتدريب العسكري خارج المبنى في طرابلس الغارقة في الفوضى على خلفية انتشار السلاح وعدم قدرة حكومة الوفاق على تحقيق الأمن فيها.
وبين الحين والآخر، تقوم مفوضية اللاجئين بإجلاء الأشخاص الأكثر ضعفاً من مركز التجميع الذي يخضع قانونيا لوزارة الداخلية في حكومة طرابلس.
وتفيد معطيات المفوضية العليا للاجئين أن المهاجرين وطالبي اللجوء المحتجزين في مراكز الإيواء التابعة لحكومة طرابلس لا يشكلون أكثر من 5% من 47 ألف مهاجر في ليبيا.
وقالت كارولين غلاك في وقت سابق إن “ليبيا هي على الأرجح أسوأ مكان في العالم للاجئ أو طالب لجوء”، وأضافت “كل يوم إذا كنت تتحدر من إفريقيا جنوب الصحراء يمكن أن تواجه لحظة مؤلمة في ليبيا من عنصرية وتحرش وتهديدات وأعمال عنف وسرقات”.
ومع ذلك يصل إلى ليبيا آلاف من طالبي اللجوء شهريا من إفريقيا جنوب الصحراء، حسب المسؤولة نفسها.