اختطف على يد ميليشيات طرابلس.. لماذا انتقم الإخوان من “بعيو”؟

0
361

لا تزال تداعيات واقعة اختطاف رئيس المؤسسة الليبية للإعلام محمد بعيو قبل أيام على يد ميليشيات بالعاصمة الليبية طرابلس مستمرة، حيث كشفت كواليس الخلاف الذي ظل لأسابيع بين الإخوان وبعيو حول السيطرة على قطاع الإعلام الرسمي قبل أن تتخلص الجماعة من الأخير على يد الميليشيات المسيطرة على العاصمة.

وداهم ما يعرف بمليشيا ( ثوار طرابلس ) فجر الأربعاء، منزل محمد بعيو وقامت باختطافه، بعد أيام مهدت فيها القنوات الإعلامية التابعة لجماعة الإخوان في ليبيا الطريق لذلك؛ عبر فتح نيرانها فجأة منتقدة سياسات الرجل المكلف حديثا من فايز السراج بإدارة إعلام الحكومة.

وجاءت واقعة اختطاف بعيو بعد ساعات قليلة من خروجه في تصريحات على موقع التدوينات القصيرة تويتر، اتهم فيها سليمان دوغة، الإعلامي المعروف بانتمائه لجماعة الإخوان، بسرقة 35 مليون دينار، المخصصة كميزانية لإحدى القنوات.

وقبل ساعات من اختطاف رئيس المؤسسة الليبية للإعلام، خرج في تصريحات هاجم فيها جماعة الإخوان، وقال إن جماعة الإخوان زادت في هجومها عليه بعد إحالته سليمان دوغة إلى التحقيق في واقعة اختلاس، ولمحاربته الفساد في المؤسسات الإعلامية، وهو ما دفع المدعو أيوب أبو راس، آمر ميليشيات ثوار طرابلس، لإرسال تهديدات مباشرة له.

كما دعا “بعيو” قبل حادثة الاختطاف إلى إيقاف دعوات الحرب بين صفوف حكومة الوفاق وقادة الميليشيات، حيث أصدر أوامره بمنع بث أو نشر أي أخبار أو تقارير خاصة بما وصفها بـ”الحرب الأهلية في ليبيا”، والتي تزيد من حدة الأمور وتؤجج مشاعر الكراهية في أبناء الشعب الليبي، ولعل ذلك السبب هو أحد الأسباب الرئيسية في انتقام جماعة الإخوان منه، خاصة وأن رؤوسها يرغبون في استمرار الصراع بالأراضي الليبية.

وهذه عادة الإخوان في الانتقام من خصومهم، وخاصة خصوم الرأي، الذين يحاربوهم بشتى الطرق، بعدما يفشلون في إسكاتهم بالحُجة وتبادل الآراء، فجماعة الإخوان المسلمين في شتى البقاع، تسلك منهجاً في التعامل مع أعداءها يعتمد كليا على الخطف والقتل والاغتيال، وهو ما يحدث في ليبيا على مدار أكثر من 9 سنوات، على يد الجماعات المتشددة المُنبثقة من الجماعة الأم.