كِش أردوغان.. كيف أطاحت الولايات المتحدة بأحلام الرئيس التركي في ليبيا؟

0
148

ضربات سياسية متتالية تلقاها الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، كبدته خسائر فادحة على الأرض وأطاحت بطموحه الممزوج بالدماء في الأراضي الليبية، فأصبح كل ما خطط له على مدار سنوات مضت، بالتعاون مع أحلافه من العرب ممن باعوا أشقائهم وتاجروا بدمائهم، في مهب الريح بعدما فقد أكبر الداعمين له.

دخل أردوغان في عداء مباشر مع عدد كبير من الدول، لأسباب كثيرة من بينها أطماعه في غاز البحر المتوسط طمعا في الثروات التي تقبع في قاعه، بالإضافة إلى أطماعه الاستعمارية في أراضي الخلافة العثمانية القديمة، وخاصة في بلاد العرب التي تعاني من صراعات وانقسامات.

ولعل أبرز الدول التي دخلت في صراع مباشر مع تركيا بسبب تصرفات أردوغان غير المحسوبة، مصر والإمارات والسعودية وفرنسا وروسيا واليونان وقبرص وغيرهم، فكل دولة من تلك الدول لها أسبابها الحقيقية للدخول في عداء وصراع مباشر مع الأتراك، بعد أن تعدت تركيا على حقوقهم وهددت أمنهم.

وعلى الرغم من كل تلك الخلافات مع تلك الدول، إلا أن أردوغان مضى لما خطط له في ليبيا، حتى جاءت الصدمة الكبرى له، فقد أسند الرئيس التركي طوال الفترة الماضية على الولايات المتحدة الأمريكية، واعتمد على علاقته الجيدة بالرئيس الأمريكي دونالد ترامب، وطالما لم يصدر له أمر من البيت الأول بالتوقف عن أفعاله الطائشة، فلن يتوقف.

تغير الموقف الأمريكي جاء بعدما أجمعت القوى السياسية في العالم بأثره على ضرورة التصدي لتركيا، خاصة بعد أن أصبحت تصرفات أردوغان واضحة جلية أمام الجميع، وخاصة استخدام الرئيس التركي بـ”كارت” المرتزقة، والذين أشركهم في كل صراعته، سواء في ليبيا أو في الصراع الدائر بين أرمينيا وأذربيجان، فبات من الضرورى إيقافه عند حد، في ظل سعي دول العالم لإيجاد حل سياسي للأزمة الليبية.

وأصيب أردوغان بصدمة بعد جولة وزير الدفاع الأمريكي، مارك إسبر،  في عدد من دول شمال إفريقيا، والتي أكد فيها على ضرورة إخراج المرتزقة من ليبيا، فبعد سنوات من غض الولايات المتحدة بصرها عما يفعله أردوغان، دفعها المجتمع الدول دفعا إلى التصدي لتلك الأمور التي انتهى عصرها منذ عشرات السنوات.

زادت الضغوط على الإدارة الأمريكية فيما يتعلق بالأزمة الليبية، خاصة بعدما وجه السيناتور الديمقراطي بوب مينينديز، بالإضافة إلى 11 من زملائه في مجلس الشيوخ رسالة إلى وزير الخارجية الأمريكي قائلا: “من ليبيا إلى سوريا و شرق البحر المتوسط أوضحت تركيا نواياها، فهي لا تسعى إلى أن تكون لاعبا بناءً على الساحة العالمية”.

وبتلك الخطوات المتسارعة وتغير المواقف الدولية من الأزمة الليبية، وضعت الولايات المتحدة الأمريكية الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في خانة المنبوذين.

وشهدت الأزمة الليبية في الآونة الأخيرة تصاعداً كبيراً بسبب التدخلات التركية بشكل أثار القلق، خاصة بد توقيع حكومة الوفاق الليبية برئاسة فائز السراج اتفاقيتين أمنية وبحرية مع تركيا، أتاحت الفرصة لأردوغان التدخل في ليبيا عبر نقل أسلحة وإرسال قوات تركية ومرتزقة سوريين إلى العاصمة طرابلس من أجل احتلال البلاد ونهب خيراتها.