شحنات عسكرية متلاحقة.. لهذه الأسباب تدفع تركيا بأسلحة وضباط إلى ليبيا

0
362
رجب أردوغان وفايز السراج - شحنات عسكرية تركية ومرتزقة سوريين
رجب أردوغان وفايز السراج - شحنات عسكرية تركية ومرتزقة سوريين

في وقت يلتزم فيه الجيش الوطني الليبي بوقف إطلاق النار، تواصل تركيا إرسال معدات عسكرية وأسلحة إلى ليبيا، في إطار دعمها المتواصل لحكومة الوفاق، وهو ما ندد به المجتمع الدولي.

الدعم التركي للوفاق لا يقتصر على أسلحة متطورة وفقط، بل دفعت أنقرة بنحو 19 ألف مرتزق سوري، لتدعيم الجبهات المعادية للجيش الليبي، ويتمركزون في المدن الواقعة تحت سيطرة حكومة المجلس الرئاسي.

وأمس الاثنين، أرسلت تركيا شحنة أسلحة إلى ليبيا عبر طائرة من نوع
“إيرباص إم 400” هبطت في مطار مصراتة، وفق موقع itamilradar المتخصص في تتبع حركة الطائرات في المجال الجوي حول العالم.

وقال الموقع في بيانه، إن الجسر الجوي التركي إلى ليبيا مستمر، حيث غادرت صباح الاثنين طائرة تتبع سلاح الجو التركي مطار مصراتة بعد رحلة جوية لمدة 4 ساعات من مدينة إسطنبول.

وتؤكد تلك الخروقات المساعي التركية لتأزيم الأوضاع في ليبيا، حيث يندد المجتمع الدولي باستمرار خرق حظر توريد الأسلحة المفروض على ليبيا بما يغذي الصراع الدائر في البلاد.

ومؤخراً أكد وزير الخارجية الأمريكي، مايك بومبيو، على رفض واشنطن توريد السلاح إلى الأطراف المتصارعة في ليبيا، مُطالباً تركيا بوقف توريد الأسلحة إلى ليبيا، قائلاً إن هذا الأمر من شأنه أن يؤجج الصراع الدائر.

وعلى مدار الـ 10 أشهر الأخيرة، تأكد وجود ضباط وعناصر استخباراتية من الجيش التركي في ليبيا، وهو الأمر الذي نفته أنقرة في البداية، وسرعان ما قالت إنها على سبيل الاستشارات العسكرية.

ومنذ بداية الدعم العلني التركي للوفاق، أيقنت أنقرة أنه ليس بمقدور المرتزقة السوريين حسم المعارك ضد الجيش الليبي، تحت قيادة عناصر ميليشيات الوفاق، وبالتالي كان من الضروري إرسال ضباط لقيادة العمليات والتدريب، وتحديداً غرف العمليات في مصراته وقاعدة عقبة بن نافع “الوطية”.

ويوجد في ليبيا نحو 19 ألف مرتزق من حملة الجنسية السورية، من بينهم نحو 350 طفلًا دون سن الـ18، عاد منهم نحو 6150 بعد انتهاء عقودهم، بالإضافة لعودة جثامين نحو 500 من هؤلاء المرتزقة من بينهم 34 طفلًا.

وتعزز تقارير فرضية الفشل التركي في الاعتماد على المرتزقة، فشلهم في بؤر الصراع الأولى في سوريا والعراق، حينما كانوا يقاتلون لصالح تنظيمي داعش والقاعدة وكذلك الفصائل السورية، التي تعمل بأوامر ومخططات تركية.

وتعاملت تركيا بعنف شديد مع أي تقارير تتحدث عن مقتل جنودها وعناصرها الاستخباراتية في ليبيا، وتعقبت عشرات الصحفيين والصحف على مدار الأشهر الماضية لنشرهم معلومات بهذا الشأن.

ويتمركز الضباط الأتراك في الكلية الجوية بمصراته حيث مراكز العمليات والتحكم في الطائرات المسيرة “الدرونز”، كذلك في مطار معيتيقة، وظهر قادة منهم الأيام الماضية، في استقبال وزير داخلية الوفاق المفوض فتحي باشاغا، حال وصوله من تركيا.

وبموجب المراجع والدراسات العسكرية، فإنه ليس بإمكان المرتزقة والميليشيات أو قوات غير نظامية وخاصة الأجنبية منها، في التعامل ضد جيوش نظامية محلية، لاختلاف الاستراتيجات العسكرية والتعامل، لذا ارتأت تركيا، ضرورة وجود عناصر نظامية من قواتها في ليبيا، بعدما رجحت كفة الجيش الليبي في المعارك التي خاضها؛ لولا الضغوط الدولية التي أجبرته على إعادة تمركز قواته.