ما هو “الحوار المهيكل” الذي تراهن عليه البعثة الأممية لحل الأزمة الليبية؟

0
137
البعثة الأممية في ليبيا
البعثة الأممية في ليبيا

تحاول بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا إعادة تحريك العملية السياسية المتجمدة، عبر ما تصفه بـ”الحوار المهيكل”، وهو مسار جديد تسعى من خلاله الممثلة الخاصة للأمين العام للأمم المتحدة، هانا تيتيه، إلى جمع مختلف الأطراف الليبية حول طاولة واحدة، ضمن مقاربة “أوسع وأكثر شمولاً” تستند إلى خارطة الطريق السياسية الجديدة التي أعلنتها البعثة في أغسطس الماضي.

وخلال إحاطتها الأخيرة أمام مجلس الأمن، أوضحت تيتيه أن “الحوار المهيكل” يُعد أحد الأعمدة الأساسية في خارطة الطريق الجديدة، ويهدف إلى تمكين شرائح واسعة من المجتمع الليبي من المشاركة في صياغة العملية السياسية، بعيداً عن التجاذبات بين مجلسي النواب والدولة. وأشارت إلى أن البعثة تمضي بخطى ثابتة في استعداداتها لإطلاق هذا الحوار في شهر نوفمبر المقبل، بمشاركة ممثلين عن مختلف المؤسسات والهيئات الليبية، على نحو يعكس التنوع الاجتماعي والجغرافي والثقافي في البلاد.

وبحسب ما أوضحته تيتيه، سيجري تنظيم الحوار المهيكل عبر أربع مجموعات عمل رئيسية تتناول ملفات الحوكمة، والاقتصاد، والأمن، والمصالحة الوطنية وحقوق الإنسان، وهي الملفات التي ترى البعثة أنها تشكل أساس أي تسوية سياسية شاملة ومستدامة. كما أكدت أن الأمم المتحدة ستلتزم بضمان تمثيل المرأة بنسبة لا تقل عن 35%، إلى جانب إنشاء “ملتقى المرأة الليبية” ومنصة خاصة للشباب، بما يتيح توسيع المشاركة المجتمعية في تحديد الأولويات الوطنية وصياغة التوصيات.

وتؤكد البعثة الأممية أن هذه المقاربة تأتي استجابة لمطالب ليبية متكررة بضرورة إشراك فئات أوسع في العملية السياسية، بعد أن اقتصرت جولات الحوار السابقة على النخب السياسية والبرلمانية، ما أدى إلى تعثرها وتكرار الأزمات بين الأجسام القائمة. وتراهن الأمم المتحدة على أن الحوار المهيكل سيساعد في بلورة توافقات وطنية جديدة، تدفع نحو توحيد المؤسسات وتنفيذ خارطة الطريق وصولاً إلى الانتخابات العامة.

ويرى مراقبون أن الرهان على هذا الحوار يعكس إدراك البعثة لصعوبة تحقيق توافق بين مجلس النواب والمجلس الأعلى للدولة، بعد سنوات من الانقسام والتجاذبات، معتبرين أن الاتجاه نحو “منبر موازٍ” يشمل القوى الاجتماعية والاقتصادية والمدنية قد يفتح مساراً بديلاً لإنهاء الجمود السياسي.

لكن آخرين يحذرون من أن نجاح هذا المسار سيعتمد بدرجة كبيرة على مدى تجاوب الأطراف السياسية الرئيسية، واستعدادها للتعامل مع مخرجات الحوار المهيكل بجدية، وعدم تحويله إلى مجرد منصة شكلية جديدة تضاف إلى قائمة المبادرات السابقة التي لم تصل إلى نتائج حاسمة.