تقرير: الاعتداءات المتكررة على سفن الإغاثة من ليبيا جرائم ضد الإنسانية

0
173
هجرة غير شرعية
هجرة غير شرعية

كشف تقرير حديث صادر عن منظمة “سي ووتش” الألمانية للإغاثة عن تصاعد لافت في حوادث العنف التي تستهدف سفن وموظفي منظمات الإغاثة الدولية في البحر المتوسط، متحدثاً عن تورط تشكيلات مسلحة ليبية وعناصر من حرس السواحل في تلك الاعتداءات.

ووفقاً لما نقلته جريدة “بوليتيكو” الأوروبية، فقد وثّقت المنظمة أكثر من 60 حادثة عنف منذ عام 2016، نفذت غالبيتها داخل مناطق البحث والإنقاذ التابعة لكلٍّ من ليبيا ومالطا، بينها 54 حادثة وقعت في المياه الدولية.

ويشير التقرير إلى قفزة حادة في عدد تلك الاعتداءات، إذ ارتفعت من ثلاث حوادث فقط عام 2016 إلى 11 حادثة في كل من عامي 2023 و2024، إضافة إلى تسع وقائع جديدة خلال الأشهر الأولى من عام 2025.

وأوضحت “سي ووتش” أن أكثر من 170 ألف مهاجر جرى اعتراضهم منذ عام 2016 وإعادتهم قسراً إلى ليبيا، حيث وثّقت تقارير أممية لاحقة حالات احتجاز وتعذيب وسوء معاملة واسعة النطاق.

واعتبرت المنظمة أن تلك العمليات تمثل انتهاكاً صارخاً للحقوق الأساسية وترقى إلى مستوى الجرائم ضد الإنسانية”.

التقرير أثار مجدداً، بحسب بوليتيكو، تساؤلات حول استمرار التعاون الأوروبي مع السلطات الليبية في ملف الهجرة، خصوصاً مع اقتراب اجتماعات مرتقبة هذا الأسبوع بين مسؤولي المفوضية الأوروبية ووكالة فرونتكس من جهة، وممثلين من طرابلس وبنغازي من جهة أخرى، لمناقشة مستقبل هذا التعاون.

في السياق ذاته، وجّه عدد من النواب الأوروبيين خطاباً إلى مفوض الهجرة طالبوا فيه بقطع التعاملات مع ليبيا، محذرين من أن الدعم المالي الأوروبي أسهم في تمكين حرس السواحل الليبي من ارتكاب مزيد من الانتهاكات، وداعين إلى إعادة توجيه التمويل نحو منظمات المجتمع المدني ووكالات الأمم المتحدة العاملة في المنطقة.

وتأتي هذه المطالب بعد دعوات مماثلة أطلقتها منظمات إغاثة أوروبية في سبتمبر الماضي، طالبت فيها بإنهاء الشراكة مع طرابلس، في حين دافع مسؤولون في الاتحاد الأوروبي عن استمرار التعاون باعتباره ضرورة لإنقاذ الأرواح في البحر، مع تأكيد المفوضية الأوروبية فتح تحقيق مستقل في حوادث الاعتداء المتكررة على سفن الإغاثة الدولية.