استمرار التوترات في غرب ليبيا.. اشتباكات الزاوية تهدد المجمع النفطي وحياة المواطنين

0
155
ميليشيات الزاوية _ ميليشيات

في مشهد متكرر يعكس هشاشة الوضع الأمني في مدن غرب ليبيا، اندلعت صباح اليوم الأربعاء اشتباكات مسلحة عنيفة في مدينة الزاوية بين مجموعات محلية متصارعة، ما أعاد القلق حول مصير المرافق الحيوية والبنية التحتية في المنطقة.

وبعد ساعات من اندلاع القتال، توقفت الحياة بشكل تام، أصدرت شركة الزاوية لتكرير النفط بياناً حذرت فيه من خطورة الاشتباكات التي تدور في محيط مجمعها النفطي. 

وأشارت إلى أنها تشكل تهديداً مباشراً للأرواح والمنشآت الحيوية داخل المجمع والممتلكات العامة والخاصة.

ودعت الشركة الأجهزة الأمنية والمؤسسات المعنية إلى التدخل العاجل لضمان استقرار الوضع وتأمين سلامة المجمع. 

وأكدت أن ما يجري لا يهدد فقط البنية التحتية النفطية، بل يعرض حياة العاملين والسكان في المناطق المجاورة للخطر. 

وطالبت بوقف فوري لإطلاق النار وتحييد المواقع الحيوية عن دائرة الصراع، معتبرة أن أي استهداف أو تهديد للمجمع يُعد مساساً مباشراً بمقدرات الشعب الليبي وثرواته الوطنية.

وتداولت صفحات محلية على مواقع التواصل الاجتماعي أنباءً عن أن الاشتباكات وقعت بين ما يُعرف بـ”جهاز مكافحة التهديدات الأمنية” ومجموعات مسلحة محلية تُعرف باسم “الكابوات”، عقب ضبط الجهاز عددًا من عناصر هذه المجموعات. 

تداعيات الوضع الأمني دفعت مؤسسات خدمية وإنسانية إلى اتخاذ خطوات وقائية، حيث دعا فرعا جمعية الهلال الأحمر ومركز طب الطوارئ في الزاوية السكان إلى البقاء في المنازل حفاظاً على أرواحهم. 

كما قررت مراقبة التربية والتعليم في بلدية الزاوية الغرب، وإدارة المركز النوعي للتدريب على الصناعات النفطية بالمدينة، تعليق الدراسة بشكل مؤقت.

وجاء في بيان مراقبة التعليم أن القرار يشمل المدارس الواقعة على امتداد طريق المصفاة غرباً حتى سيمافرو الصابرية، إضافة إلى كل المدارس الواقعة شمال الطريق الساحلي.

وأوضح البيان أن هذا الإجراء يأتي حرصًا على سلامة التلاميذ والمعلمين، مطالباً مديري المدارس وأولياء الأمور بالالتزام بما ورد فيه حتى توقف الاشتباكات وعودة الاستقرار.

وتُعيد هذه التطورات إلى الواجهة مجدداً معضلة الأمن في مدن الغرب الليبي، حيث تتقاطع مصالح المجموعات المسلحة مع المرافق الحيوية، ما يجعل أي تصعيد بمثابة تهديد مباشر للاقتصاد الوطني ولحياة المدنيين.

كما يكشف في الوقت نفسه حجم التحديات أمام محاولات بسط سلطة الدولة وضمان استقرار مؤسساتها.