تكاليف مرتفعة ومسارات مزدحمة.. لماذا أصبحت ليبيا محوراً للهجرة الإقليمية في 2025؟

0
123

أظهر تقرير حديث صادر عن المنظمة الدولية للهجرة أن ليبيا تظل مركزاً رئيسياً للهجرة الإقليمية، سواء كوجهة عمل مؤقتة أو كنقطة عبور نحو أوروبا، مع تسجيل متوسط تكلفة رحلة المهاجرين براً ما بين 350 و420 دولاراً للفرد، وقد تصل إلى نحو 1000 دولار للمهاجرين القادمين من السودان.

وأوضح التقرير، الصادر عن مصفوفة تتبع نزوح المهاجرين خلال الفترة بين أبريل ويونيو الماضيين، أن أكثر من 85% من المهاجرين في ليبيا ينتمون إلى النيجر بنسبة 31%، ومصر بنسبة 26%، والسودان بنسبة 17%.

كما أشار التقرير إلى أن نحو 73% من المهاجرين اعتمدوا على وسطاء للوصول إلى ليبيا، فيما شارك 17% منهم في ما يعرف بـ”الهجرة الدائرية”، أي التنقل المتكرر بين بلدهم الأصلي وبلد المقصد للعمل وكسب المال قبل العودة.

وذكر التقرير أن الحدود الشمالية الشرقية لليبيا شهدت تغيرات ملحوظة في حركة المهاجرين نتيجة الطلب الموسمي على العمالة وتحسن الأوضاع الأمنية، ما جعل المسارات عبر مصر أكثر أماناً.

كما شكلت هذه الحدود نقطة عبور رئيسية للباحثين عن عمل أو الراغبين في التنقل داخل ليبيا، خاصة مع زيادة مشاريع التنمية وإعادة البناء في المنطقة الشرقية، ما خلق فرص عمل جديدة خلال أشهر أبريل ومايو ويونيو.

وأشار التقرير إلى وصول مهاجرين من اليمن وبنغلاديش وباكستان عبر الحدود الشرقية الشمالية، سعياً لعبور البحر المتوسط نحو أوروبا، معتمدين على وسائل نقل برية وحافلات وفرها الوسطاء المعروفون بـ”ميسري الهجرة”.

أما الحدود الجنوبية الشرقية، فقد شهدت تقلبات في حركة المهاجرين نتيجة تغير ضوابط الحدود والأوضاع الأمنية المرتبطة بالصراع في السودان وتشاد.

ولفت التقرير إلى أن تحسين البنية التحتية للنقل، بما في ذلك خطوط الحافلات والممرات التجارية النشطة، ساهم في تعزيز تدفق الهجرة المختلطة، مع دخول غالبية المهاجرين عبر المعابر الحدودية النائية شمالاً.

وفيما يخص الحدود الغربية، بين التقرير أن المنطقة شهدت حركة مهاجرين موسمية مرتبطة بالطلب على العمالة، مع زيادة طفيفة في التدفقات خاصة عبر معابر الجزائر، بهدف العمل في مجالات البناء والزراعة مؤقتًا قبل مواصلة الرحلة شمالاً نحو أوروبا.

كما رصد التقرير حركة عكسية من طرابلس إلى غدامس في النيجر، ما يعكس بحث المهاجرين عن مسارات بديلة نحو الجزائر والمغرب ثم إسبانيا.

وسجل التقرير أيضاً حضوراً ملحوظاً للنساء المهاجرات، خصوصاً القادمات من نيجيريا، مع استمرار ثبات حركة المهاجرين عبر الحدود الغربية الجنوبية نتيجة المخاوف الأمنية والصعوبات الاقتصادية في المنطقة، إضافة إلى الفرص المحدودة في سوق العمل المحلي.

وكشف التقرير أن النسبة الأكبر من المهاجرين دخلوا ليبيا برا عبر النيجر بنسبة 42%، تليها مصر بنسبة 27%، ثم تشاد والسودان بنسبة 11% لكل منهما، فيما سجلت تونس 5% والجزائر 4%، مؤكدًا اعتماد المسارات البرية التقليدية.

وأوضح نصف المهاجرين القادمين عبر مصر وتشاد أن لديهم أحد أفراد العائلة مقيماً داخل ليبيا، ما يسهل اندماجهم مؤقتاً.

وحسب التقرير، جاء الدافع الاقتصادي على رأس أسباب اختيار ليبيا كوجهة، إذ أفاد 83% من المهاجرين بأن هدفهم إيجاد فرصة عمل أفضل، بينما ذكر 14% أنهم فروا من النزاعات المسلحة، لا سيما في السودان.

وفيما يتعلق بتكاليف الرحلة، بين التقرير أن المهاجرين القادمون من تشاد دفعوا نحو 420 دولارًا، فيما يدفع المهاجرون السودانيون ما يصل إلى 1003 دولارات، غالباً عبر وسطاء وطرق غير رسمية.

وأكد التقرير أن 16% فقط من المهاجرين دخلوا عبر المعابر الحدودية الرسمية، بينما بقيت الغالبية العظمى تعتمد على نقاط دخول غير رسمية، ما يعكس الطبيعة غير الرسمية لمسارات الهجرة في ليبيا.