تقرير أممي يحذر من اندماج “داعش” في ليبيا مع شبكات الجريمة في الساحل

0
154

حذّر الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش من محاولات تنظيم داعش في ليبيا إيجاد موطئ نفوذ جديد عبر الاندماج مع شبكات الجريمة المنظمة العابرة للحدود، المتورطة في تهريب الأسلحة والبضائع ونقل المقاتلين داخل منطقة الساحل.

وأوضح غوتيريش، في تقريره الحادي والعشرين المرفوع إلى مجلس الأمن الدولي مطلع أغسطس حول التهديد الذي يشكله داعش على السلم والأمن الدوليين، أن نشاط التنظيم في ليبيا تراجع ميدانيًا، لكنه لجأ إلى تعزيز حضوره عبر شبكات الدعم المالي واللوجستي. 

وكشف التقرير عن سبعة اعتقالات نفذتها السلطات الليبية في العام 2025، استهدفت أفراداً مرتبطين بهذه الشبكات في منطقة الساحل الأفريقي.

وأشار الأمين العام إلى أن التنظيم حافظ على نشاطه الدعائي بمستوى مرتفع، مستمرًا في استغلال الإعلام الرقمي كأداة للتجنيد وجمع التمويل، وسط مخاوف متزايدة من المقاتلين الإرهابيين الأجانب.

كما لفت إلى أن داعش استعان بتقنيات الذكاء الصناعي لتعزيز إنتاجه الإعلامي وتوسيع قاعدة أنصاره.

وفي ما يتعلق بقيادة التنظيم، أوضح التقرير أن هوية زعيمه الجديد، الذي يطلق على نفسه أبو حفص الهاشمي القرشي، لم تُؤكد رسميًا بعد، وسط انقسامات بين الدول الأعضاء بشأن هويته الحقيقية، في وقت تواصلت فيه عمليات استنزاف الصفوف القيادية بقتل شخصيات بارزة، كان آخرها عبدالله مكي مصلح الرفيعي المعروف بـ”أبو خديجة” في مارس الماضي بالأنبار العراقية.

وأكد التقرير أن ثقل عمليات التنظيم بات يتجه أكثر نحو أفريقيا، حيث برز فرع داعش في غرب أفريقيا كالأكثر نشاطًا على مستوى الهجمات والإنتاج الإعلامي، مع تقديرات بوجود ما بين 8 و12 ألف مقاتل. 

أما في الصحراء الكبرى، فظل التنظيم محصوراً جغرافياً لكنه أظهر تصميماً على التوسع خصوصاً في النيجر، معتمداً على تحالفات محلية مثل جماعة “لاكوراوا”.

وفي شرق أفريقيا، أشار التقرير إلى هجوم لافت شنه التنظيم في الصومال نهاية ديسمبر 2024، شارك فيه مقاتلون أجانب من أصول عربية، وأسفر الرد الحكومي المدعوم دولياً عن مقتل نحو 200 عنصر واعتقال أكثر من 150 آخرين. 

وقدرت الدول الأعضاء أن نصف مقاتلي داعش في الصومال من أصول أجنبية، بينهم عناصر من شمال أفريقيا.

أما في جنوب القارة، فبقي وجود التنظيم أقل حجماً، حيث قُدر عدد مقاتليه في كابو دلغادو بموزمبيق بين 300 و400 عنصر، فيما واصل جناحه في جمهورية الكونغو الديمقراطية نشاطه عبر وحدات متنقلة صغيرة.

وختم غوتيريش تحذيراته بالتأكيد أن داعش ما زال يمتلك القدرة على التكيف والتوسع عبر الحدود، داعياً إلى استجابات منسقة من الدول الأعضاء تراعي الخصوصيات الإقليمية، مع تمكين الدول نفسها من قيادة جهود مكافحة الإرهاب ومعالجة جذوره، على أن تلتزم هذه الجهود بالقانون الدولي وحقوق الإنسان.