80 عاماً من الكرامة.. الجيش الليبي “قصة” نسجها الأجداد وجسدها الأبناء على تراب الوطن

0
314

اليوم تمر الذكرى الثمانين لتأسيس الجيش الوطني الليبي، يخوض معها حماة الوطن معركة كرامة وعزة ضد الاحتلال التركي والجماعات الإرهابية، التي كادت أن تلتهم الوطن في السنوات الماضية.

وخلال الأعوام الماضية، جسد رجال الجيش الوطني معاني الجهاد والتضحية من أجل الوطن، في معارك بذلوا خلالها الغالي والنفيس، واجهوا خلالها كل أشكال التطرف والعنف، بداية من ميليشيات متطرفة تتبع تنظيمي القاعدة وداعش وأخرى تتبع جماعة الإخوان المسلمين، وأخيراً مرتزقة سوريين وجنود احتلال تركي، دخلوا برعاية خونة وعملاء.

مر الجيش الليبي على مدار سنوات وجوده بمراحل هامة، أبرزها تلك التي بدأت بعد عام 2011، ورحلة جمع الشتات، مروراً ببداية رحلة التوحيد، والتي قادها المشير
خليفة حفتر، منذ عام 2014، كخطوة نحو تحقيق آمال الليبيين في بناء جيش موحد، يحمي أرجاء البلاد وحدودها.

جيش التحرير السنوسي
البداية كانت مجرد نواة لزعماء المقاومة الشعبية، ليكون الجيل الحالي امتداد للأجداد المؤسسين للدولة الليبية، والذي خاضوا رحلة جهاد يحكيها الآباء ويجسدها الأبناء في معاركهم ضد الاحتلال التركي العثماني في الوقت الحالي.

البداية، كانت مع نهاية الثلاثينيات من القرن الماضي، فبعد مرور سنوات على انتهاء حقبة شيخ الشهداء “عمر المختار”، كادت ليبيا أن تكون حبيسة للاحتلال الإيطالي، لولا عمل مجموعة من رجال القبائل على تأسيس جيش للتحرير تحت قيادة الأمير إدريس السنوسي، وسمي بجيش التحرير السنوسي.

وظلت محاولات وجهود التأسيس قائمة، ليكون تاريخ 9 أغسطس عام 1940، شاهداً على بداية تأسيس أول جيش نظامي، ليبدأ طريقه بمحاربة الإيطاليين بمساعدة بريطانيا، إلى أن تحرر إقليم “برقة” في وقتها، ومن ثم الوصول إلى تحرير طرابلس في مطلع عام 1943.

واصل الليبيون كتابة التاريخ، حتى الحصول على الاستقلال الكامل، بداية من استقلال إمارة برقة وحدها في بداية يونيو 1949، إلى حين إعلان المملكة الليبية المتحدة تحت التاج السنوسي في 24 ديسمبر 1951، لتكلل تلك الجهود، بتأسيس الجيش الليبي، في نفس تاريخ 9 أغسطس من عام 1952.

لم يكتف المؤسسون بذلك، بل عكفوا على تأسيس جيش قادر بإمكانه صد أي عدوان، لحماية كامل التراب الليبي، فساروا في مراحل التدريب والتكوين، برئاسة أول رئيس أركان العقيد عمران الجاضرة الحاسي.

وفي عام 1953، افتتحت المدرسة العسكرية في مدينة الزاوية غرب البلاد، وتبع ذلك إرسال دفعات إلى خارج ليبيا للتدريب في عدد من الدول، وافتتاح عدد من المدارس والكليات في نواحي مختلفة من البلاد، واستمرت حتى بعد إعلان الجمهورية وإسقاط الملكية في عام 1969.

ما بعد عام 2011؟
ومنذ ذلك التاريخ وحتى 2011، دخل الجيش الليبي في حروب مختلفة في دول إفريقية وعربية، وصولاً إلى العقوبات الدولية على ليبيا، التي أقرت حظر توريد الأسلحة إلى ليبيا، وفككت ألويته وكتائبه.

لم ينقطع الأمل، بل بدأ الليبيون رحل التأسيس الثالثة، بقيادة اللواء الراحل عبد الفتاح يونس- تم اغتياله، بدأ تكوين جيش وطني ليبي موحد، وهو ما واجه معارضة شديدة من تيارات جماعة الإخوان المسلمين وأياد قطرية، تسببت في توقف بناء الجيش، في مقابل دعم المجموعات المسلحة والدروع.

لم ييأس الأحرار من رجال ليبيا من استكمال المسيرة، ففي 2014 بدأت محاولة جديدة بقيادة اللواء خليفة حفتر-في ذلك التوقيت- للملمة الشتات، وبدأت بحرب ضد المجموعات الإرهابية في مدينة بنغازي في شهر مايو، بالتوازي مع تكوين نواة جيش وطني، رفقة عدد من الضباط من مختلف أنحاء ليبيا.

وبعد 3 أعوام على بدء عملية الكرامة، وتحديداً في 5 يوليو 2017، أعلن القائد العام للقوات المسلحة الليبية، تحرير بنغازي العصية من سيطرة مجلس شورى بنغازي، ومقاتلي غرف عمليات ميليشيات ثوار ليبيا ودرع ليبيا، وطرد الإرهابيين شر طردة، بعدما تمترسوا فيها لسنوات، منذ أحداث 17 فبراير 2011.

ظل الجيش الليبي يخطو بخطى ثابتة في معركة الكرامة، نحو تطهير كامل التراب الليبي، فحرر الشرق الليبي بأكمله، والجنوب أيضاً ومنطقة الهلال النفطي، وكاد أن ينهي معاركه في طرابلس بتحريرها بأكملها، لولا تدخل أطراف دولية، والدفع بميليشيات ومرتزقة أجانب وأسلحة متطورة وبوارج وطائرات مسيرة تركية، ضد الجيش مكبل اليدين والمفروض عليه قرار أممي بحظر التسليح.