خارطة الطريق الأممية في ليبيا.. تحركات مكثفة قبيل الإحاطة المرتقبة أمام مجلس الأمن

0
208

كثفت المبعوثة الأممية إلى ليبيا هانا تيتيه، من تحركاتها الداخلية والخارجية خلال الأسبوعين الماضيين استعدادًا لتقديم إحاطتها المرتقبة أمام مجلس الأمن في 21 أغسطس الجاري، والتي من المتوقع أن تكشف خلالها عن خارطة الطريق الجديدة للعملية السياسية في البلاد.

والتقت المبعوثة الأممية في مدينة القبة برئيس مجلس النواب، المستشار عقيلة صالح، حيث بحث الجانبان آخر مستجدات الأوضاع في ليبيا على مختلف الأصعدة، وسط تأكيد على أهمية الدور التشريعي في المرحلة المقبلة.

وفي إطار سعيها لخلق توافق بين المؤسسات التشريعية، التقت أيضًا برئيس المجلس الأعلى للدولة المنتخب حديثًا، محمد تكالة، حيث استعرضت جهود البعثة للتواصل مع الليبيين في جميع أنحاء البلاد لضمان عملية سياسية شاملة وبملكية ليبية. وتم الاتفاق على ضرورة تكثيف الجهود لكسر الجمود السياسي وإنهاء المراحل الانتقالية تمهيدًا لتحقيق الاستقرار الدائم.

كما اجتمعت المبعوثة الأممية برئيس حكومة الوحدة الوطنية، عبد الحميد الدبيبة، في طرابلس، حيث ناقشت العملية السياسية على ضوء نيتها الإعلان عن خارطة الطريق أمام مجلس الأمن، مع التشديد على ضرورة الحفاظ على الهدوء في العاصمة وتجنب أي أعمال استفزازية تهدد سلامة المدنيين.

وبالتوازي مع تحركاتها في الداخل الليبي، واصلت تيتيه بناء شبكة دعم خارجي لخارطة الطريق، حيث التقت في لندن بوزير الدولة البريطاني لشؤون الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، هاميش فالكونر، وعدد من المسؤولين، وتركزت المناقشات على التطورات الليبية وجهود البعثة لإطلاق خارطة الطريق، مع تأكيد الجانب البريطاني استمرار دعمه لعمل الأمم المتحدة في ليبيا.

وفي الرباط، أجرت تيتيه مشاورات مع وزير الخارجية المغربي، ناصر بوريطة، ومسؤولين آخرين، حيث تم بحث سبل تجاوز المأزق السياسي والوصول إلى الانتخابات، مع الإشادة بالدور المغربي في دعم جهود الأمم المتحدة وتحقيق إنجازات مهمة على المسار الليبي.

كما أجرت المبعوثة الأممية زيارة إلى روما، عقدت خلالها مشاورات مع كبار المسؤولين في وزارة الخارجية ومكتب رئاسة الوزراء الإيطالي، حيث جرى تبادل وجهات النظر بشأن التطورات السياسية والأمنية والاقتصادية، مع التأكيد على مواصلة التعاون ودعم نهج شامل وواقعي في تنفيذ خارطة الطريق.

ويرى مراقبون أن تحركات المبعوثة الأممية قبيل إحاطتها أمام مجلس الأمن تهدف إلى حشد دعم داخلي وخارجي لخارطة الطريق التي تعتزم الإعلان عنها، عبر ثلاثة مسارات رئيسية: أولها تأمين الإطار التشريعي اللازم من خلال لقاءاتها مع مجلس النواب والمجلس الأعلى للدولة، وثانيها تثبيت الاستقرار الأمني في طرابلس عبر مشاوراتها مع رئيس حكومة الوحدة الوطنية، وثالثها بناء تحالف دولي وإقليمي داعم للخطة من خلال جولة شملت لندن وروما والرباط.

ويعتقد هؤلاء أن هذا التحرك المكثف يعكس إدراك البعثة الأممية لخطورة استمرار الجمود السياسي، وضرورة استثمار الزخم الدولي لدفع العملية السياسية نحو الانتخابات وإنهاء المراحل الانتقالية.