تتفاقم أزمة الكهرباء في ليبيا مع دخول فصل الصيف، وسط موجات حرّ شديدة، وانقطاعات متكررة في التيار الكهربائي طالت مدنًا ومناطق متعددة شرق البلاد وغربها، في وقتٍ لا تزال فيه الحكومتان المتنافستان عاجزتين عن تقديم حلول جذرية للأزمة المتواصلة منذ سنوات.
في 23 مايو 2025، شهدت مدن المنطقة الشرقية انقطاعًا كاملًا ومفاجئًا للتيار الكهربائي، نتيجة خلل فني تسبب في خروج محطات التوليد عن الخدمة. واستمرت جهود فنية لساعات طويلة بهدف استرجاع التيار بشكل تدريجي، وسط غياب تفسير واضح لأسباب العطل.
وفي 19 يونيو، تجددت الأزمة بانقطاع جزئي للكهرباء في درنة بعد انفجار في محطة ميلاد بدر داخل الميناء، مما أدى إلى حرائق وانقطاع التيار عن عدد من الأحياء السكنية. ورغم أن الإدارة المحلية قللت من حجم الخسائر وأكدت محدودية التأثير، فإن الانقطاع فاقم حالة التذمر الشعبي في المدينة.
وفي 12 يوليو، اعتذرت إدارة توزيع الكهرباء في طبرق عن تكرار الانقطاعات، مبررة ذلك بعطل كبير في كابل رئيسي يغذي أحياء واسعة من المدينة، مؤكدة أن العطل معقّد ويحتاج وقتًا لإصلاحه، ما أعاد للأذهان سلسلة الأعطال التي تضرب الشبكة المتهالكة في الشرق الليبي.
وعلى الرغم من نفي وقوع أي انفجار في محطة بنغازي، فإن مصادر فنية تحدثت عن أعطال مفاجئة في وحدات المعالجة داخل الغلايات، ما يكشف عن هشاشة البنية التحتية وصعوبة التنبؤ باستقرار الشبكة.
ويرى مراقبون أن المشكلة لا تتعلق فقط بالأعطال الفنية، بل بتآكل الشبكة العامة التي يعود جزء كبير منها إلى ستينيات وسبعينيات القرن الماضي، خاصة في الشرق الليبي، حيث تعاني خطوط التوزيع من التهالك وسوء الصيانة.
كما يُشار إلى وجود فاقد كبير في الطاقة نتيجة التوصيلات العشوائية والتعديات على الشبكة العامة، ما يزيد من الضغط على المحطات، ويؤدي إلى انهيار مفاجئ في بعض المناطق.
وتتداخل الأزمة مع الانقسام السياسي القائم بين الشرق والغرب، ما يحول دون تنسيق فعلي لخطط الصيانة والتحديث، كما يؤدي إلى تأخير وصول الوقود اللازم لتشغيل المحطات، وسط اتهامات بوجود تهريب ممنهج للوقود واستخدام الملف في تجاذبات سياسية واقتصادية.
في ظل هذا الوضع، تزداد معاناة المواطنين مع كل موجة حر، وتبرز أزمة الكهرباء كأحد أبرز مظاهر الفشل الإداري في البلاد، وسط تساؤلات متزايدة عن مدى قدرة السلطات على مواجهة هذه التحديات في ظل استمرار الانقسام، وتآكل الثقة في المؤسسات، وغياب خطط واضحة لإعادة تأهيل القطاع.
- شركات قطرية وسعودية تستكشف فرص الاستثمار في المنطقة الحرة سرت
- رئيس مجلس النواب الليبي: المجلس الرئاسي لا يملك صلاحية إصدار قوانين
- النيابة الليبية تأمر بحبس مسؤول سابق عن لجنة الجرحى بالبوسنة والهرسك بتهم فساد
- المبعوثة الأممية تبحث مع السفير الألماني آخر المستجدات السياسية والأمنية في ليبيا
- محافظ مصرف ليبيا المركزي يبحث تنظيم سوق العمالة الوافدة