الاتحاد الأوروبي يطلق مهمة واسعة لاحتواء الهجرة غير الشرعية في ليبيا

0
260
هجرة غير شرعية
هجرة غير شرعية

أطلق الاتحاد الأوروبي، اليوم الثلاثاء، مهمة واسعة النطاق إلى ليبيا تشمل محطتين رئيسيتين في كلٍّ من طرابلس وبنغازي، في ظل تصاعد الضغوط الناتجة عن الهجرة غير الشرعية، وتزايد التوترات في منطقة شرق البحر الأبيض المتوسط.

وبحسب وكالة الأنباء الإيطالية نوفا، يقود هذه المهمة المفوض الأوروبي للشؤون الداخلية والهجرة، ماجنوس برونر، برفقة كل من وزير الداخلية الإيطالي ماتيو بيانتيدوسي، ووزير الداخلية والأمن المالطي بايرون كاميلر، ووزير الهجرة اليوناني ثانوس بليفريس، وذلك بعد زيارة استباقية أجراها وزير الخارجية اليوناني جورج جيرابتريتيس إلى بنغازي في السادس من يوليو الجاري.

وتتوزع الزيارة إلى ليبيا على مرحلتين، الأولى في طرابلس حيث يُجري الوفد محادثات مع ممثلين عن حكومة الوحدة الوطنية، والثانية في بنغازي للقاء ممثلين عن سلطات شرق ليبيا.

وتتمثل أهداف المهمة في دعم القدرات الليبية على ضبط الحدود البحرية والبرية، إلى جانب تنسيق الجهود الأوروبية- الليبية لمكافحة شبكات الاتجار بالبشر، التي تنشط بشكل متزايد في كلٍّ من طرابلس وبرقة.

وبحسب الوكالة يكتسب هذا التحرك الأوروبي بعداً إقليمياً إضافياً، في ظل اشتداد التنافس الجيوسياسي في شرق المتوسط، لا سيما في المناطق الاقتصادية الخالصة المتداخلة بين اليونان وتركيا وليبيا ومصر.

وفي هذا السياق، بدأت اليونان تنفيذ دوريات بحرية جنوب جزيرة كريت بهدف رسمي يتمثل في منع انطلاق قوارب المهاجرين من سواحل برقة، إلا أن الخطوة يُنظر إليها أيضًا كمؤشر سياسي لإعادة تأكيد أهمية هذا الامتداد البحري ضمن المصالح الاستراتيجية اليونانية.

وأبدت أثينا استعدادها لتقديم دعم فني مباشر لسلطات شرق ليبيا لتعزيز الرقابة على الحدود البحرية، مع التوجه نحو اقتراح اتفاقية تعاون مشابهة لتلك الموقعة مع طرابلس وروما، بما يعزز من الحضور اليوناني الفعّال في المتوسط الشرقي.

وفي السياق ذاته، دعا رئيس الوزراء اليوناني كيرياكوس ميتسوتاكيس إلى رفع مستوى التنسيق بين ليبيا والاتحاد الأوروبي، بهدف الحد من تدفق المهاجرين، لا سيما نحو جزر بحر إيجة مثل غافدوس وكريت، واللتين باتتا نقاط عبور نشطة في الطرق الجديدة التي يعتمدها المهربون.

وبحسب تقرير استخباراتي إيطالي حديث، فإن شبكات التهريب في ليبيا أظهرت قدرة عالية على الصمود والتكيف مع الضغوط الدولية، مع امتداد عملياتها إلى مناطق واسعة داخل البلاد، مما يعزز صعوبة التصدي لها.

وتستغل هذه الشبكات، وفق ما تفيد به الأمم المتحدة، وجود ما يقدر بأكثر من 800 ألف مهاجر على الأراضي الليبية، فيما يذهب وزير الداخلية في حكومة الوحدة، عماد الطرابلسي، إلى تقديرات أعلى بكثير، محذراً من احتمال وصول العدد إلى أربعة ملايين مهاجر، في حال استمرار تفاقم الأوضاع وعدم كبح جماح شبكات التهريب.