نوفا: وفد أوروبي رفيع يزور طرابلس وبنغازي لبحث مكافحة الهجرة

0
314

كشفت وكالة “نوفا” الإيطالية عن تحضيرات واسعة يجريها الاتحاد الأوروبي لإيفاد بعثة رسمية إلى ليبيا يوم 8 يوليو الجاري، تشمل محطات في طرابلس وبنغازي، في محاولة لاحتواء تدفقات المهاجرين المتزايدة نحو أوروبا، وخاصة نحو سواحل إيطاليا واليونان.

ووفقًا لما أوردته الوكالة، فإن البعثة سيقودها المفوض الأوروبي للشؤون الداخلية والهجرة، ماجنوس برونر، بمشاركة وزراء الداخلية في كل من إيطاليا (ماتيو بيانتيدوسي)، ومالطا (بايرون كاميليري)، والهجرة اليوناني (ثانوس بليفريس). وتسبق هذه المهمة زيارة مقررة لوزير الخارجية اليوناني، جورج جيرابتريتيس، إلى ليبيا في السادس من يوليو لتعزيز التنسيق في ملف الهجرة غير النظامية.

وأوضحت “نوفا” أن الزيارة ستنقسم إلى مرحلتين: الأولى في طرابلس حيث يلتقي الوفد الأوروبي مسؤولين بحكومة الوحدة الوطنية، والثانية في بنغازي لعقد لقاءات مع ممثلين عن السلطات شرق البلاد. وتستهدف المهمة دعم القدرات الليبية في مراقبة الحدود البرية والبحرية، وتنسيق الجهود لمكافحة شبكات تهريب البشر.

وتأتي هذه التحركات في ظل ارتفاع حاد في أعداد المهاجرين. فبحسب أرقام استعرضتها الوكالة، وصل أكثر من 30 ألف مهاجر إلى إيطاليا في النصف الأول من عام 2025، بزيادة قدرها 15% مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي، وأكثر من 27 ألفًا منهم انطلقوا من ليبيا، أي ما يقرب من ضعف عدد المغادرين في 2024.

وأشارت “نوفا” إلى أن الاتحاد الأوروبي يسعى من خلال هذه المهمة إلى إعادة تفعيل التزامه بالملف الليبي، في وقت يشهد فيه شرق المتوسط تحولات جيوسياسية دقيقة، بينها التحركات التركية المتزايدة في برقة، والجدل المتصاعد بشأن مذكرة التفاهم البحرية بين أنقرة وطرابلس.

وفي سياق متصل، نوهت الوكالة إلى استمرار عمل بعثتي الاتحاد الأوروبي في ليبيا، وهما “إيريني” البحرية التي تم تمديدها حتى مارس 2027، و”يوبام” المدنية، التي تقدم الدعم الفني في إدارة الحدود.

كما سلّط التقرير الضوء على الدور المتنامي لليونان، التي بدأت دوريات بحرية جنوب جزيرة كريت، وأعربت عن استعدادها لتقديم المساعدة لشرق ليبيا في مراقبة سواحله، وسط مخاوف من تحول تلك المنطقة إلى مسار بديل للمهاجرين باتجاه الجزر اليونانية.

وحذّرت “نوفا” من التوسع اللافت لشبكات التهريب التي تعمل في كل من غرب وشرق ليبيا، مؤكدة أنها نجحت في التكيّف مع الضغوط الدولية، وتستغل الوجود الكثيف للمهاجرين في ليبيا، والذين يُقدّر عددهم بنحو 800 ألف شخص بحسب الأمم المتحدة.

يُذكر أن عدد المهاجرين الذين تم اعتراضهم وإعادتهم إلى ليبيا حتى نهاية يونيو 2025 بلغ أكثر من 11,500 مهاجر، مع تسجيل 265 حالة وفاة و277 مفقودًا على مسار وسط البحر المتوسط، وفقًا لأرقام المنظمة الدولية للهجرة.