الغارديان: صدقت نبوءة القذافي.. ليبيا تتعرض لمؤامرة للسيطرة على ثرواتها النفطية

0
382

تدعي تركيا من خلال دعمها لحكومة الوفاق في طرابلس أنها تدعم الشرعية إلا أنها في حقيقة الأمر تسعى إلى السيطرة على ثروات الليبيين الممثلة في النفط وهو ما بدى جلياً بعد توقيعها لاتفاقية ترسيم الحدود مع فايز السراج، والتي بموجبها تنقب عن البترول في السواحل الليبية، إلى جانب تمسكها بسيطرة حكومة السراج على سرت قبل الدخول في أي مفاوضات، التي تعد البوابة لمنطقة الهلال النفطي.

وكتبت صحيفة “الغارديان” البريطانية، اليوم الأحد، مقالا تحت عنوان، “نبوءة القذافي تتحقق فيما تتصارع القوى الأجنبية من أجل النفط في ليبيا”، قالت فيه إن الزعيم الراحل توقع منذ بداية الأحداث في بلاده، وجود مؤامرة للسيطرة على النفط الليبي، ودعا الليبيين إلى التصدي لها والدفاع عن بلادهم.

وأوضحت الصحيفة في مقالها أنه بعد مرور تسع سنوات، لم يكن إعلان القذافي بعيداً عن الحقيقة، مشيرة إلى أنه مع تراجع الولايات المتحدة عن الدور الذي لعبته، هبطت كوكبة من القوى الإقليمية على ليبيا، ومع انتقال المعركة إلى سرت، بوابة الهلال النفطي في البلاد، تلوح في الأفق مواجهة محتملة للسيطرة على ثروة ليبيا النفطية.

وقالت الصحيفة: “في انتهاك للحظر الدولي المفروض على الأسلحة، تم إغراق المدينة والصحراء المحيطة بها في الأسابيع الأخيرة بالأسلحة والمقاتلين مع تعبئة القوات الموالية للحكومة في طرابلس في مواجهة الجيش الليبي بقيادة الجنرال خليفة حفتر، المعين من قبل البرلمان في طبرق من الجانب الآخر.

وأضافت الصحيفة أن أعظم كنز في ليبيا على المحك الآن هو أكبر احتياطيات نفطية في القارة الأفريقية بأكملها، وتقع معظم حقول النفط الليبية في حوض سرت، والتي تبلغ إيراداتها مليارات الدولارات سنويا.

 وفرضت قوات الجيش الليبي، التي تسيطر على سرت، حصاراً على صادرات النفط في يناير، مما تسبب في انخفاض الإيرادات مع انخفاض الإنتاج اليومي من حوالي مليون برميل إلى 100 ألف برميل فقط في اليوم.

وأوضحت الصحيفة أن ليبيا تعيش مواجهة بين حفتر والبرلمان الليبي الذين يحظيان بدعم عربي ودولي خاصة من مصر والامارات والسعودية وروسيا، في مواجهة معسكر المليشيات الذي يشكله المجلس الرئاسي الليبي المدعوم من تركيا وقطر.

وأضافت الصحيفة أن حكومة المملكة المتحدة بقيادة ديفيد كاميرون وفرنسا في عهد نيكولا ساركوزي كانتا من بين أسباب إسقاط القذافي، لكن بينما تعمل لندن الآن دبلوماسياً من الخطوط الجانبية، حافظت باريس بقوة على الأحداث على الأرض.

ويواصل الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، تحدي القوانين والشرعية الدولية، ويدعم حكومة الوفاق في طرابلس بالأسلحة والمرتزقة السوريين، الذين تخطت أعدادهم حسب آخر إحصائية للمرصد السوري لحقوق الانسان الـ17 ألف مقاتل.

وتستهلك تركيا كميات هائلة من الطاقة سنويا، وليس لديها موارد كافية، وتستورد ما قيمته 50 مليار دولار في العام الواحد، ورغم عمليات التنقيب التي تقوم بها أنقرة، إلا أن المناطق البحرية التابعة لها لا يوجد بها آبار غاز أو نفط.

والتقرب التركي نحو ليبيا هو رغبة منها في توفير موارد طاقة جديدة لأنقرة في الأساس، إلى تحقيق مكاسب آخرى اقتصادية، وفي وقت سابق، ذكرت صحيفة “ديلي صباح” التركية، أن المقاولين الأتراك امتلكوا مشاريع في ليبيا تصل قيمتها إلى 28.9 مليار دولار، ولعل هذا هو الهدف الحقيقي وراء الدعم التركي الكبير لحكومة فايز السراج.