تقرير للكونغرس: صراع دولي على النفوذ في ليبيا وقلق أمريكي من التمدد الروسي

0
119

كشف تقرير قُدّم لأعضاء الكونغرس الأمريكي في نهاية مايو الماضي عن استمرار التحديات التي تواجه السياسة الأمريكية في ليبيا، في ظل صراع النفوذ بين قوى دولية وإقليمية، واستمرار الانقسام المحلي وتضارب المصالح بين الأطراف الليبية.

أشار التقرير إلى أن مليارات الدولارات من أصول الدولة الليبية المجمدة منذ عهد القذافي ما تزال عالقة في الخارج بموجب عقوبات أممية، في وقت تتنافس فيه السلطات الليبية المنقسمة للمطالبة بالتحكم في هذه الأموال، ما يزيد من تعقيد المشهد الاقتصادي والسياسي.

وأكد التقرير أن واشنطن أعادت فتح قنوات التواصل مع مختلف الأطراف الليبية، بما في ذلك شخصيات مثيرة للجدل يشتبه في تورطها في الفساد وانتهاكات حقوق الإنسان، إضافة إلى شخصيات سبق أن تعاونت عسكريًا مع روسيا، ما دفع بعض أعضاء الكونغرس سابقًا إلى المطالبة بفرض عقوبات عليهم.

وحذّر التقرير من محدودية النفوذ الأمريكي مقارنة بدول أخرى فاعلة في الملف الليبي، مثل مصر وتركيا والإمارات وروسيا وفرنسا وإيطاليا، إذ تسعى هذه القوى إلى تحقيق مصالحها الخاصة، ما ينعكس على قرارات الأطراف الليبية ويؤدي أحيانًا إلى جمود سياسي.

وأشار معدّو التقرير إلى أن الوجود العسكري الروسي المستمر في ليبيا بات يشكل مصدر قلق متزايد للمخططين العسكريين في الولايات المتحدة والناتو، خاصة في ظل تقارير عن إرسال شحنات أسلحة وعناصر من “الفيلق الروسي” إلى مناطق تخضع لسيطرة الجيش الليبي في الشرق والجنوب.

في المقابل، أكد التقرير أن المستشارين العسكريين الأتراك مستمرون في دعم وتدريب القوات في غرب ليبيا، بعد تمديد الوجود التركي العسكري حتى عام 2026، بينما يواصل الطرفان المتنافسان في ليبيا تجنيد مقاتلين من سوريا وتشاد والسودان لتعزيز صفوفهما.

أما على صعيد الدعم الأمريكي، فقد أُجريَت تعديلات على برامج المساعدات الخارجية، ما أدى إلى إنهاء بعض المشاريع المرتبطة بخطة GFA التي أطلقتها واشنطن في مارس 2023 وتمتد لعشر سنوات، في حين خُصص تمويل جديد يمكن استخدامه في برامج الحماية الأمنية والبرامج الدبلوماسية لدعم استئناف التواجد الأمريكي في ليبيا.

وختم التقرير بالإشارة إلى أن الكونغرس قد يتجه إلى لعب دور أكبر في مراقبة وتوجيه سياسة الإدارة الأمريكية تجاه ليبيا، بما في ذلك المساعدات، وتحديد آلية التواصل مع الأطراف الليبية، ومصير الأصول المجمدة، وفرص عودة البعثة الدبلوماسية الأمريكية إلى العمل داخل ليبيا.