في خطوة وُصفت بأنها محاولة لاحتواء الغضب الشعبي والرد على تحركات مجلس النواب لتشكيل حكومة جديدة، أعلن رئيس حكومة الوحدة الوطنية عبد الحميد الدبيبة، عن مبادرة سياسية جديدة تهدف إلى الخروج من المأزق السياسي الذي تعيشه ليبيا.
المبادرة التي أعلن عنها الدبيبة تأتي وسط احتجاجات شعبية متواصلة للأسبوع الثالث في العاصمة طرابلس تطالب بإسقاط حكومته، ومشاورات أممية نشطة حول مستقبل السلطة التنفيذية.
وطرح الدبيبة خلال اجتماع مجلس الوزراء العادي الثاني لعام 2025، أمس الثلاثاء، مبادرة ثلاثية المسارات، تتضمن إعادة هيكلة حكومته على أساس الكفاءة دون محاصصة، وإطلاق مشروع ما سمّاه “الاستعلام الوطني” باعتباره أداة جامعة للإرادة الشعبية، إضافة إلى وضع آلية جديدة لتأمين الانتخابات وإنهاء مبررات وجود حكومة موازية.
واعتبر الدبيبة أن مبادرته تقدم “حلاً واقعيًا” مدعومًا من الشعب، في وقت تواصل فيه الأطراف السياسية الأخرى، وفي مقدمتها مجلس النواب، الدفع نحو تشكيل سلطة تنفيذية بديلة.
وعقد مجلس النواب الليبي الأسبوع الماضي جلسة استماع لبرامج المرشحين لرئاسة الحكومة، ويستعد للتصويت على اختيار رئيس جديد خلال الأيام المقبلة، في مؤشر واضح على عزمه تغيير حكومة الدبيبة خلال الأيام القليلة المقبلة.
وبالتزامن، تواصل بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا إجراء مشاورات في غرب ليبيا وشرقها بشأن توصيات اللجنة الاستشارية، والتي دعت إلى إعادة تشكيل حكومة مصغرة تشرف على المرحلة الانتقالية وتنظيم انتخابات وطنية شاملة.
ورغم تأكيد الدبيبة أن مبادرته تهدف لإنهاء الانقسام وإتاحة المجال أمام الشعب لاختيار من يحكمه، يرى مراقبون أنها لا تخرج عن كونها “مناورة سياسية” لتمديد بقائه في السلطة، خاصة بعد اتساع رقعة الاحتجاجات في طرابلس، وتصاعد الاتهامات الحكومية بالفشل في السيطرة على الأوضاع الأمنية وتدهور الخدمات.
وفي ظل تحركات مجلس النواب والبعثة الأممية والضغط الشعبي المتزايد، يرى المراقبين أن مبادرة الدبيبة قد لا تكون سوى محاولة لربح الوقت للاستمرار في السلطة، في مشهد سياسي يزداد تعقيدًا كل يوم.
- المبعوثة الأممية تهنئ الليبيين بعيد الأضحى وتدعو إلى الحفاظ على الهدنة بطرابلس
- المؤسسة الوطنية لحقوق الإنسان تُحذر من تفاقم العنف في صبراتة وتدعو السكان للبقاء بمنازلهم
- مصرف ليبيا المركزي: فاتورة المحروقات بلغت 635 مليون دولار خلال شهر مايو
- مصرف ليبيا المركزي: العجز في النقد الأجنبي ثابت منذ مارس عند 4.7 مليار دولار
- نقص السيولة يربك استعدادات عيد الأضحى في ليبيا.. إلى متى؟