إيكونوميست: الدبيبة وعائلته أفرغوا خزائن ليبيا والبلاد على حافة الانهيار

0
2116
رئيس حكومة الوحدة عبد الحميد دبيبة

قالت مجلة إيكونوميست البريطانية في تقرير موسّع إن ليبيا، رغم امتلاكها موارد ضخمة، باتت على حافة الانهيار الاقتصادي والسياسي، متهمة رئيس حكومة الوحدة الوطنية منتهية الولاية عبد الحميد الدبيبة وعائلته بنهب خزائن الدولة وإغراقها في دوامة الفساد والانقسام.

واستعرضت المجلة ما وصفته بـ”المشهد الكارثي” الذي تزامن مع انعقاد معرض “ليبيا بيلد” في طرابلس يوم 12 مايو، حيث كان من المفترض أن يكون أكبر معرض للإنشاءات في شمال أفريقيا، بمشاركة رجال أعمال من الصين وتركيا ومالطا. إلا أن الزوار تفاجأوا بتساقط قذائف الهاون واشتعال اشتباكات عنيفة، وصفها التقرير بأسوأ موجة عنف تضرب العاصمة منذ خمس سنوات.

واندلعت المواجهات المسلحة في قلب العاصمة، حيث انتشرت الشاحنات المحملة بالأسلحة الثقيلة، واحترقت السيارات في الشوارع، وأُغلقت المدارس والأسواق والبنوك، كما تم اقتحام مصرف ليبيا المركزي، وسُجلت حادثة سرقة نادرة لغزلان من حديقة الحيوان. التقرير أشار إلى أن السفن غادرت ميناء طرابلس بشكل عاجل، بينما قامت تركيا، الداعم الرئيسي للدبيبة، بإجلاء رعاياها جوًا.

وتحدث التقرير عن تفكك واضح في تحالفات الدبيبة، مشيرًا إلى أن سلطته لا تستند إلى مؤسسة عسكرية أو أمنية، بل إلى تحالف هش من الميليشيات، بدأت بالتمرد بعد تراجع التمويل بسبب انخفاض أسعار النفط. وأوضح أن الدبيبة وعائلته استنزفوا موارد الدولة، ومع تقليص المدفوعات، اتجهت المجموعات المسلحة لابتزاز الشركات ورجال الأعمال بحثًا عن مصادر دخل بديلة.

وفي تصعيد مفاجئ، استدعى الدبيبة قائد جهاز دعم الاستقرار عبد الغني الككلي المعروف بـ”غنيوة” لاجتماع عاجل، لكنه قُتل فيه على يد حراسات الدبيبة. وسرعان ما تطورت الأحداث إلى مواجهة مباشرة بين قوات الدبيبة وميليشيا الردع الخاصة، التي تمكّنت من السيطرة على نصف العاصمة.

ورغم الاعتراف الدولي بحكومة الدبيبة، فإن المجلة ترى أن الأخير كان دائمًا الحلقة الأضعف أمام القائد العام للجيش الوطني الليبي المشير خليفة حفتر، الحاكم الفعلي للمنطقة الشرقية، الذي يسيطر  على 80% من الأراضي الليبية، ويتمتع بدعم إقليمي قوي ومؤسسات أكثر رسوخًا.

وذكرت الإيكونوميست أن سكان طرابلس يشعرون بالسخط الشديد تجاه الدبيبة، الذي وعدهم بتحويل مدينتهم إلى “دبي على البحر الأبيض المتوسط”، لكنه لم يُنجز شيئًا، كما أنهم سئموا من الوعود المتكررة بإجراء انتخابات لم تُنفذ منذ تعيينه رئيسًا لحكومة انتقالية في فبراير 2021.

وفي 14 مايو، خرج آلاف المتظاهرين في طرابلس للمطالبة بإسقاط النظام، وإنهاء الانقسام، وتوحيد مؤسسات الدولة، وسط تصاعد الاحتقان الشعبي. التقرير أشار إلى أن الدبيبة أرسل أسرته إلى لندن، لكنه بقي متمسكًا بمنصبه، محاولًا إثبات السيطرة باستدعاء مجموعات مسلحة من مسقط رأسه مصراتة، التي انتشرت في شوارع العاصمة وأطلقت النار على المتظاهرين.

ومع استمرار فقدان السيطرة على مطار معيتيقة، الخاضع لسيطرة قوات الردع، أعاد الدبيبة فتح مطار طرابلس الدولي المغلق منذ سنوات، في خطوة رمزية لاستعراض القوة، أو ربما لتأمين مخرج طارئ.

واختتمت المجلة تقريرها بالإشارة إلى أن أغلب الليبيين، ومعهم الدبلوماسيون الأجانب، باتوا يتحدثون عن حكم الدبيبة بصيغة الماضي، وسط مؤشرات متزايدة على قرب نهاية فترته، وانهيار تحالفاته، في ظل اتساع الفوضى والانقسام داخل العاصمة.