شهدت طرابلس انفجاراً جديداً للصراع المسلح، عقب اغتيال قائد بارز لإحدى الفصائل المسلحة، عبد الغني الككلي المعروف بـ”غنيوة”، مما أشعل اشتباكات دامية استمرت ثلاثة أيام، وأعاد تسليط الضوء على الأزمة الليبية المستمرة منذ سقوط نظام معمر القذافي في 2011.
وتمثل طرابلس قلب الصراع في ليبيا، ليس فقط لاحتوائها المؤسسات السيادية، بل أيضاً بسبب التنوع والتعددية في الفصائل المسلحة التي تتنافس على النفوذ، وتعمل في كثير من الأحيان تحت غطاء مؤسسات الدولة نفسها، مما يزيد تعقيد المشهد الأمني والسياسي.
ولم تكن عملية اغتيال عبدالغني الككلي وشهرته “اغنيوة”، الذي وقع في مقر “اللواء 444” التابع لوزارة الدفاع، مجرد عملية عسكرية عادية، بل تمثل نقطة تحوّل تعكس تصاعد التوترات بين الفصائل الموالية لحكومة الوحدة الوطنية برئاسة عبدالحميد الدبيبة وتلك الرافضة لقراراته بإعادة هيكلة الأجهزة الأمنية، خاصة في ظل اتهامات بالككلي بالسيطرة على موارد اقتصادية كبيرة، ونفوذ متسع داخل مؤسسات الدولة، ما جعله طرفاً مركزياً في صراع النفوذ.
وجاء الاغتيال في سياق تصاعد هجوم مسلحين تابعين للككلي على شركة الاتصالات في طرابلس، وهو هجوم اعتبرته فصائل من مصراتة تعدياً على نفوذها وتهديداً مباشراً لرئيس الحكومة الدبيبة، حيث عكست هذه الحادثة مدى تعقيد ولاءات الفصائل وتداخلها مع المصالح الاقتصادية والسياسية، مما يجعل أي محاولة لإعادة تشكيل الأجهزة الأمنية والتخلص من النفوذ المسلح مهمة صعبة ومكلفة على المستويين الأمني والسياسي.
وتمثل رد فعل حكومة الدبيبة في إصدار قرارات بحل عدد من الأجهزة الأمنية الموازية التي يقودها خصومه، في محاولة لتوحيد السيطرة على العاصمة والحد من الفوضى المسلحة، لكن هذه الخطوة تقابلها مقاومة مسلحة تعكس حالة من الاستقطاب العميق بين مختلف الفصائل، حيث تستمر المواجهات بين تحالف الدبيبة الذي يشمل مجموعات من مصراتة والزاوية والزنتان، وقوات مناوئة له تتبع المجلس الرئاسي وجماعات أخرى ذات توجهات مختلفة.
خريطة الفصائل المسلحة في غرب ليبيا
وعلى الأرض تنقسم الفصائل المسلحة في المنطقة الغربية من ليبيا إلى تحالفات متناحرة تعكس الانقسام السياسي والعسكري داخل العاصمة طرابلس والمناطق المحيطة بها، ومن الممكن تقسيمها لتحالفين:
• تحالف الدبيبة:
يتشكل هذا التحالف من عناصر مسلحة تنتمي بشكل رئيسي إلى مدن مصراتة، الزاوية، والزنتان، ويضم مجموعة من الوحدات والفصائل المسلحة التي تدعم حكومة الوحدة الوطنية برئاسة عبد الحميد الدبيبة، ومن أبرز هذه الفصائل:
• اللواء 444 قتال:
بقيادة محمود حمزة، الذي يشغل أيضاً منصب رئيس المخابرات العسكرية، ويعتبر من أبرز القادة العسكريين في تحالف الدبيبة.
• اللواء 111 مجحفل:
بقيادة عبد السلام زوبي، وكيل وزارة الدفاع في حكومة الوحدة الوطنية، ويُعرف سابقاً باسم “كتيبة 301″، ويتخذ من منطقة النجيلة وطريق المطار في طرابلس مقراً له.
• القوة المشتركة في مصراتة:
يقودها عمر بغداده، وهي من الفصائل الفاعلة في المنطقة الغربية وتدعم حكومة الدبيبة.
• قوة الإسناد الأولي بمدينة الزاوية:
يقودها محمد بحرون المعروف بلقب “الفار”، وتعمل ضمن نطاق المدينة وتدعم التحالف ذاته.
• مجموعة الزنتان
يقودها عبد الله الطرابلسي، رئيس جهاز الأمن العام بوزارة الداخلية وشقيق وزير الداخلية المكلف عماد الطرابلسي، وهي تمثل قوة عسكرية وأمنية مهمة في المنطقة.
• القوات المناوئة لتحالف الدبيبة:
تتواجد عدة فصائل مسلحة تتصارع مع تحالف الدبيبة، وتتبنى ولاءات مختلفة غالباً ما ترتبط بالمجلس الرئاسي وقيادات أخرى، أبرزها:
• جهاز الردع
يتبع اسمياً المجلس الرئاسي، ويقوده عبد الرؤوف كارة المعروف بانتمائه للتيار السلفي، ويتخذ من قاعدة معيتيقة مقراً له.
• جهاز دعم الاستقرار
كان يرأسه عبد الغني الككلي (الذي تم اغتياله مؤخراً)، وهو من أبرز القوات المسيطرة على مناطق وسط طرابلس مثل أبوسليم والهضبة وأجزاء من طريق المطار، ويتبع المجلس الرئاسي أيضاً.
• جهاز المخابرات العامة
بقيادة حسين العائب، ويحظى هذا الجهاز بدعم وحماية من قبل جهاز الردع، ويمارس نفوذاً أمنياً واسعاً في العاصمة.
• قوات أسامة الجويلي
تنتشر في الجبل الغربي ومنطقة الحمادة الحمراء، وتمثل إحدى الفصائل العسكرية المؤثرة في غرب ليبيا.
ويعكس الوضع في طرابلس مأزقاً عميقاً بين رغبة في إعادة الاستقرار ومحاولات مستميتة للفصائل المسلحة والقيادات السياسية للهيمنة والسيطرة، وسط ضغوط دولية متزايدة لتفكيك هذه المجموعات.
ويبقى السؤال الأساسي: كيف يمكن إعادة رسم خريطة النفوذ الأمني والسياسي في طرابلس دون إراقة المزيد من الدماء، وفي ظل استمرار تمسك الفصائل بمواقعها وقدرتها على التأثير في مصير ليبيا؟
- وزير الخارجية الأمريكي ينفي وجود خطة لنقل سكان غزة إلى ليبيا
- البرلمان الليبي يستدعي المرشحين لرئاسة الحكومة الجديدة الاثنين المقبل
- اللجنة الاستشارية تقترح 4 سيناريوهات لإجراء الانتخابات الليبية وتشترط تشكيل حكومة جديدة
- أعيان مصراتة لـ”المنفي”: نؤيد مسار الوفاق ونرفض الانقسام والصراعات
- وفد زليتن يؤكد لـ”الدبيية” دعم إعادة الانضباط لطرابلس وإنهاء مظاهر التسلح الموازي
- خريطة نفوذ الميليشيات في العاصمة.. ما وراء اشتباكات العاصمة؟
- المُشير حفتر يوجه جهاز الأمن الداخلي بإنجاز تحقيقات قضية النائب إبراهيم الدرسي
- لجنة برلمانية تبحث مع بعثة الأمم المتحدة تطورات الوضع الأمني والإنساني في طرابلس
- التجمع الوطني للأحزاب الليبية يجدد مطالبته برحيل حكومة الدبيبة
- صراع ميليشيات طرابلس.. محمود حمزة يصف مقتل “غنيوة” بالـ “رد على خيانة”
- حالة الطقس اليوم.. أجواء حارة غرباً وأمطار رعدية متوقعة على بعض مناطق ليبيا
- المظاهرات تملأ الشوارع والوزراء يستقيلون.. متى تتخلص ليبيا من حكومة الدبيبة؟
- مصرف ليبيا المركزي يعلن موعد انطلاق منتدى ومعرض الدفع الإلكتروني
- رئيس مجلس النواب الليبي: حكومة الوحدة فقدت شرعيتها ويجب استبدالها فورًا
- الطرابلسي يبحث مع سفراء الاتحاد الأوروبي سبل مواجهة تحديات الهجرة